بعد غياب استمرّ قرونا فصار نكرة وقد كان معروفا لدى القاصي والدّاني.
وفي البداية نعرّف بمؤلف هذا التّفسير وبالمنهج الذي سار عليه فيه ، ثم نعمد إلى ضبط رواياته ونسخه والمقدار المتبقّي منه.
التعريف بيحيى بن سلّام (١)
هو يحيى بن سلّام (السّلام) بن أبي ثعلبة التّيمي البصري ، المغربي. ولد بالكوفة سنة ١٢٤ ه / ٧٤١ ثم تحوّل مع أبيه إلى البصرة حيث اشتغل بتلقّي العلوم ، فأخذ عن الحسن بن دينار ، والربيع بن صبيح (١٦٠ ه / ٧٧٧ م) والمبارك ابن فضالة ، وقرّة بن خالد (١٥٦ ه / ٧٧٣ م) وهم من تلامذة الحسن البصري. وجلس إلى سعيد بن أبي عروبة (١٥٦ ه / ٧٧٣ م) والخليل بن مرّة (١٦٠ ه / ٧٧٧ م) وحمّاد بن سلمة (١٦٧ ه / ٧٨٤ م) وهم من تلاميذ قتادة (١١٨ ه / ٧٣٦ م).
ثم رحل في طلب العلم فحضر دروس سفيان الثوري (١٦١ ه / ٧٧٨ م) بالكوفة ، وجلس بالمدينة إلى الإمام مالك (١٧٩ ه / ٧٩٦ م). ثم انتقل إلى مصر ، وبها روى عن عبد الله بن لهيعة (١٧٤ ه / ٧٩١ م) والليث بن سعد (١٧٥ ه / ٧٩٢ م) وغيرهم.
ونقلت المصادر عن ابن سلّام أنه أخذ عن عدد من التابعين (٢). وقد وقفت في آخر تفسير سورة التوبة من تفسير ابن سلّام (٣) على جدول عنوانه : تسمية التابعين الذين لقيهم يحيى بن سلّام وكتب عنهم. وممّا يؤسف له أنّ حالة هذه الورقة غير جيّدة ، فهي مقطوعة على اليمين ، والكتابة فيها باهتة لم تتيسّر معها قراءة أغلب الأسماء. وممّا أمكن قراءته ما يلي :
ـ النّضر بن معبد (٤).
__________________
(١) انظر مصادر ترجمته في كتاب التصاريف ليحيى بن سلام ، تحقيق : هند شلبي ، الشركة التونسية للتوزيع ، تونس ، ١٩٧٩ م ، ٦٧ ، هامش : ٢ ، ٣ ؛ القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري ، هند شلبي ، الدار العربية للكتاب ، ١٩٨٣ ؛ مدرسة الحديث في القيروان ، الحسين بن محمد شواط ، الدار العالمية للكتاب الإسلامي ، الرياض ، الطبعة الأولى ، ١٤١١ ه ، ٢ / ٧٧١.
(٢) معالم الإيمان للدبّاغ ، مكتبة الخانجي بمصر ، ١٩٦٨ م ، ١ / ٣٢٢.
(٣) مخطوط قطعة القيروان ، رتبي : ١٥٢.
(٤) لسان الميزان ، ابن حجر ، بيروت. طبعة ثانية ١٩٧١ م / ١٣٩٠ ه ، ٦ / ١٦٥.