وقيل في قوله :
(إِنِّي كُنْتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ) معناه : من الظالمين لنفسي في خروجي عن قومي قبل الإذن.
ومغاضب : اسم
الفاعل من غاضب ، و (فاعل) في غالب الأمر إنما يكون من اثنين ، نحو : قاتلته
وضاربته ، إلا أن (مغاضبا) هاهنا من باب : عاقبت الّلص وعافاه الله وطارقت النعل.
وما أشبه ذلك في أنه من واحد.
قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) [الأنبياء : ٩٨].
قال ابن عباس :
حصب جهنم وقودها ، وقال مجاهد : حطبها ، وقال الضحّاك : يرمون فيها كما يرمى بالحصباء
، وقيل : الحصب كل ما ألقي في النار .
حدثني أبي عن
عمه إبراهيم بن غالب عن القاضي منذر بن [٥٩ / و] سعيد عن أبي النجم عصام بن منصور
عن أبي بكر عبد الله بن عبد الرحيم حدثنا أبو محمد عبد الملك ابن هشام حدثنا زياد
بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال : جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع الوليد بن المغيرة في المسجد ، فجاء النضر بن الحارث
حتى جلس معه ، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش ، فتكلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعرض له النضر بن الحارث ، فكلّمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه وعليهم : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) ثم قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأقبل عبد الله ابن الزبعرى حتى جلس ، فقال له الوليد ابن المغيرة : والله ما قام
النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفا ولا قعد ، وقد زعم محمد أنّا وما نعبد من
آلهتنا هذه حصب جهنم ، فقال عبد الله بن الزبعرى : والله لو وجدته لخصمته ،
فاسألوا محمدا ، أكلّ ما نعبد من دون الله في جهنم مع من عبده ، فنحن نعبد
الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى
__________________