طالب بقرطبة في منزله ... ورفع السند إلى أبي هريرة عن النبي
صلىاللهعليهوسلم قال : " الصوم جنة من النار" .
وبخلت علينا
مرة أخرى فلم تسعفنا بشيء ذي بال عن أسرته التي نشأ في أكنافها سوى ما ذكره في هذا
الكتاب من روايته عن أبيه ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنه من أسرة
علمية ملتزمة ، لها مكانة مرموقة بين العلماء.
ثالثا ـ رحلاته :
أجمعت المظان
التي ترجمت للمجاشعي أنّه كثير الترحال في البلاد طلبا للعلم وخدمته له ، فقد ذكر
القفطي في ترجمة مطولة له أنه : " هجر مسقط رأسه ، ودوّخ
الأرض ذات الطّول والعرض ، مصر وشاما ، وعراقا وعجما ، حتى وصل إلى مدينة المشرق :
(غزنة) فتقدّم بها ، وأنعم عليه أماثلها ، واختاروا عليه
التّصانيف ، وشرع في ذلك ، وصنف لكل رئيس منهم ما اقتضاه ، ثم انكفأ راجعا إلى
العراق وانخرط في جماعة نظام الملك الحسن بن إسحاق الطوسي الوزير ، ولم تطل أيامه بعد ذلك حتى ناداه اللطيف الخبير
فأجاب".
والواضح من هذا
النّص أن المجاشعي ـ رحمهالله ـ كان عالما جليل القدر ، قريبا من العامة والخاصة ،
طوافا في البلاد لخدمة دينه ولغته.
ويستفاد أيضا
منه أنّ الزعامة العلمية التي تبوأتها مصر والشام والعراق ومدينة الشرق (غزنة) هي
التي جعلت فؤاد المجاشعي يهوي إلى هذه البلاد ، ويختلف إلى علمائها وفقهائها وقرائها
كأبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ وغيره.
__________________