العاشر ـ ان يكون عالما بمواقع الاجماع ليحترز عن مخالفته وهو مما لا يمكن فى امثال زماننا غالبا ـ الا بمزاولة الكتب الفقهية الاستدلالية بل متون الفقه ـ ايضا ـ.
الحادي عشر ـ ان يكون له ملكة قوية وطبيعة مستقيمة يتمكن بها من رد الفروع الى الاصول وارجاع الجزئيات الى الكليات.
ثم ان تحقق هذه الملكة واستقامتها وجواز الاعتماد عليها ـ كما ذكره بعض المحققين ـ يستدعى امورا :
منها عدم اعوجاج السليقة.
ومنها ـ ان لا يكون جربزيا لا يقف ذهنه على شىء ولا بليدا لا يتفطن بالدقائق ويميل الى كل ناطق ، وان يكون فطنا حاذقا.
ومنها ان لا يكون جريا فى الفتوى غاية الجرأة ولا مفرطا فى الاحتياط فان الاول يهدم المذهب والدين والثانى لا يهدى الى سواء الطريق ولا يقضى حوائج المسلمين.
ومنها ان لا يكثر من التوجيه والتأويل ولا يعود نفسه بذلك.
ومنها ان لا يكون بحاثا يحب البحث.
ومنها ان لا يكون مستبدا بالرأى فى حال قصوره بل فى حال كماله ـ ايضا ـ
(المبحث السابع في)
«شرائط المفتي»
يشترط فى المفتى الذى يرجع اليه المقلد ـ بعد الاجتهاد ـ ان يكون مؤمنا عدلا اجماعا.
ويشترط فى صحة رجوع المقلد اليه علمه بكونه جامع شرائط الافتاء بالمخالطة المطلعة على حاله او بأخبار جماعة تفيد العلم. قيل او بشهادة عادلين. وذهب العلامة ره فى التهذيب الى كفاية الظن. وقال المحقق : لا يكفى بل لا بد ان