الأعصار بل في خلافة الأول الذي هو أسس الأساس لهم في هذا الأمر لم يقع الإجماع من أهل المدينة فكيف بإجماع أمة محمد صلىاللهعليهوآله في جميع الأمصار أو علمائهم وأمرائهم الذين يعبر عنهم بأهل الحل والعقد فإن جماعة كانوا متحصنين في بيت علي عليهالسلام ولم يكونوا راضين بخلافته كما أن سعد بن عبادة وأتباعه لم يجمعوا عليها ولم يرضوا بها فما المجوز على إكراههم قبل وقوع الإجماع والاتفاق على كره وإجبار لا فائدة فيه وإن كان المراد من الإجماع اتفاق جماعة في بلد من البلدان فذلك يوجب التناقض والتضاد وينجر إلى اختلال النظام والهرج والمرج وسفك الدماء والفساد فقد وقع في كثير من الأزمنة اختلاف بين الأقوام في البلدان وانجر إلى التشاجر كما اجتمع أهل الحل والعقد في الحجاز على ابن الزبير وفي الشام ونواحيها على عبد الملك وفي الكوفة على المختار واتفق حروب بينهم حتى كانت الغلبة لعبد الملك ومع هذا نقول أيضا لمن يدعي الإجماع في غير الضروريات والمنصوصات بالنصوص القطعية الصريحة إن الاطلاع على آراء علماء مملكة من الممالك الإسلامية في عصر واحد متعسر أو متعذر فإن كثيرا من العلماء يعسر الاطلاع على اجتهادهم فإن العلماء المحققين ذوي أفكار صائبة قد يكونون منزوين غير معروفين وبعد الاطلاع على اجتهادهم يعسر الاطلاع على أقوالهم فإذا عسر الاطلاع على أقوال علماء مملكة واحدة لعدم العلم باجتهادهم أو أقوالهم فلا يمكن الاطلاع على أقوال جميع العلماء من جميع الممالك والأمصار والقرى فإذا لم يكن ذلك فكيف يمكن العلم بأقوال جميع