قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    تحمیل

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    137/703
    *

    أحدها : أن يكون صفة ل «صيّب».

    الثاني : أن يكون حالا منه ، وإن كان نكرة لتخصّصه : إمّا بالعمل في الجار بعده ، أو بصفة بالجار بعده.

    الثالث : أن يكون حالا من الضمير المستكنّ في «من السماء» إذا قيل إنه صفة لصيّب ، فيتعلّق في التقادير الثلاثة بمحذوف ، إلّا أنه على القول الأول في محلّ جرّ لكونه صفة لمجرور ، وعلى القولين الأخيرين في محلّ نصب على الحال. و «ظلمات» على جميع هذه الأقوال فاعل به لأنّ الجارّ والمجرور والظرف متى اعتمدا على موصوف أو ذي حال أو ذي خبر أو على نفي أو استفهام عملا عمل الفعل ، والأخفش يعملهما مطلقا كالوصف ، وسيأتي تحرير ذلك.

    الرابع : أن يكون خبرا مقدّما و «ظلمات» مبتدأ ، والجملة تحتمل وجهين :

    الجرّ على أنها صفة لصيّب.

    والثاني : النصب على الحال ، وصاحب الحال يحتمل أن يكون «كصيّب» وإن كان نكرة لتخصيصه بما تقدّمه ، وأن يكون الضمير المستكنّ في «من السماء» إذا جعل وصفا لصيّب ، والضمير في «فيه» ضمير الصيّب.

    واعلم أنّ جعل الجارّ صفة أو حالا ، ورفع «ظلمات» على الفاعلية به أرجح من جعل «فيه ظلمات» جملة برأسها في محلّ صفة أو حال ، لأنّ الجارّ أقرب إلى المفرد من الجملة ، وأصل الصفة والحال أن يكونا مفردين.

    «ورعد وبرق» معطوفان على «ظلمات» بالاعتبارين المتقدمين ، وهما في الأصل مصدران تقول : رعدت السماء ترعد رعدا وبرقت برقا ، قال أبو البقاء : «وهما على ذلك موحّدتان هنا» ، يعني على المصدريّة ، ويجوز أن يكونا بمعنى الراعد والبارق نحو : رجل عدل ، والظاهر أنهما في الآية ليس المراد بهما المصدر بل جعلا اسما للهزّ واللمعان ، وهو مقصود الآية ، ولا حاجة حينئذ إلى جعلهما بمعنى اسم فاعل.

    قوله تعالى : (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) هذه الجملة الظاهر أنها لا محلّ لها لاستئنافها ، كأنه قيل : ما حالهم؟ فقيل : يجعلون. وقيل : بل لها محلّ ، ثم اختلف فيه ، فقيل : جرّ لأنها صفة للمجرور ، أي : أصحاب صيّب جاعلين ، والضمير محذوف ، أو نابت الألف واللام منابه ، تقديره : يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق منه أو من صواعقه. وقيل : محلّها نصب على الحال من الضمير «فيه». والكلام في العائد كما تقدّم ، والجعل هنا بمعنى الإلقاء ، ويكون بمعنى الخلق فيتعدّى لواحد ، ويكون بمعنى صيّر أو سمّى فيتعدّى لاثنين ، ويكون للشروع فيعمل عمل عسى.

    وأصابعهم جمع إصبع ، وفيها عشر لغات ، بتثليث الهمزة مع تثليث الباء ، والعاشرة : أصبوع بضمّ الهمزة. والواو في «يجعلون» تعود للمضاف المحذوف كما تقدم إيضاحه. واعلم أنّه إذا حذف المضاف جاز فيه اعتباران ، أحدهما : أن يلتفت إليه ، والثاني ألّا يلتفت إليه ، وقد جمع الأمران في قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ)(١) ، التقدير : وكم من أهل قرية فلم يراعه في قوله : (أَهْلَكْناها فَجاءَها) وراعاه في قوله :

    __________________

    (١) سورة الأعراف ، آية (٤).