قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    تحمیل

    الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون [ ج ١ ]

    102/703
    *

    (أُولئِكَ) الأولى أو الثانية خبرا عن (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) وتقدم تضعيف هذين القولين.

    وكرر (أُولئِكَ) تنبيها أنهم كما ثبتت لهم الأثرة بالهدى ثبتت لهم بالفلاح ، فجعلت كل واحدة من الأثرتين في تميزهم بها عن غيرهم بمثابة لو انفردت لكفت مميزة على حدتها.

    وجاء هنا بالواو بين جملة قوله : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) بخلاف قوله تعالى في الآية الأخرى : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)(١) لأن الخبرين هنا متغايران ، فاقتضى ذلك العطف ، وأما تلك الآية الكريمة فإن الخبرين فيها شيء واحد ، لأن التسجيل عليهم بالغفلة ، وتشبيههم بالأنعام معنى واحد ، وكانت عن العطف بمعزل قال الزمخشري :

    وفي اسم الإشارة الذي هو (أُولئِكَ) إيذان بأن ما يرد عقيبه والمذكورين قبله أهل لاكتسابه من أجل الخصال التي عددت لهم كقول حاتم :

    ١٣١ ـ ولله صعلوك ثم عدد له خصالا فاضلة ثم عقب تعديدها بقوله :

    ١٣٢ ـ فذلك إن يهلك فحسنى ثناؤه

    وإن عاش لم يقعد ضعيفا مذمّما (٢)

    والفلاح أصله الشق ومنه قوله : «إن الحديد بالحديد يفلح» (٣) ومنه قول بكر بن النطاح (٤) :

    ١٣٣ ـ لا تبعثنّ إلى ربيعة غيرها

    إنّ الحديد بغيره لا يفلح (٥)

    ويعبر به عن الفوز والظفر بالبغية وهو مقصود الآية ويراد به البقاء قال :

    ١٣٤ ـ لو أنّ حيّا مدرك الفلاح

    أدركه ملاعب الرّماح (٦)

    وقال آخر :

    ١٣٥ ـ نحلّ بلادا كلّها حلّ قبلنا

    ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير (٧)

    وقال :

    ١٣٦ ـ لكلّ همّ من الهموم سعه

    والمسي والصّبح لا فلاح معه (٨)

    __________________

    (١) سورة الأعراف ، آية (١٧٩).

    (٢) انظر البيت في الكشاف (١ / ٤٤).

    (٣) هو عجز بيت أورده في اللسان (فلح) (٣٤٥٨) ، مجمع الأمثال (١ / ٨).

    (٤) بكر بن النطاح الحنفي أبو وائل شاعر غزل من فرسان بني حنيفة من أهل اليمامة رثاه أبو العتاهية بقوله :

    مات ابن نطاح أبو وائل

    بكر ، فأضحى الشعر قد ماتا!

    وكان ذلك سنة ١٩٢ ه‍. فوات الوفيات (١ / ٧٩) ، البداية والنهاية (١٠ / ٢٠٨) ، تاريخ بغداد (٧ / ٩٠) ، الأعلام (٢ / ٧١).

    (٥) لم نقف عليه.

    (٦) البيت للبيد بن ربيعة. انظر ديوانه (٣٣٣) ، المغني (١ / ٢٧٠) (٤٣٥) ، الهمع (١ / ١٣٩) ، الدرر (١ / ١١٥) ، اللسان (لعب).

    (٧) البيت للبيد. انظر ديوانه (٥٧) ، مجاز القرآن (١ / ٣٠) ، القرطبي (١ / ١٢٧).

    (٨) البيت للأضبط بن قريع. انظر القرطبي (١ / ١٢٧).