وهو على زنة هابيل وقابيل. ويجوز أن يكون أراد أن يصله بما بعده فالتقى ساكنان ؛ الياء والنون بعدها ، ففتحه لالتقاء السّاكنين ، فبناه على الفتح ك «أين» و «كيف». وقد قرئ بكسر النون (١) ، حرّكت بالكسر لالتقاء الساكنين ، [فكسرت على أصل اجتماع الساكنين] ، فجعلت ك «جير» (٢) في القسم. وأوائل السور قد قيل : إنّها قسم ، [أقسم الله بها لشرفها ، ولأنها مباني أسمائه](٣).
١٨١٢ ـ وقوله تعالى : (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٤ ـ خبر ثان ل «إنّ» ، وقيل : (عَلى) متعلقة ب (الْمُرْسَلِينَ) ، من صلتهم.
١٨١٣ ـ (٤) وقوله تعالى : (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) ـ ٥ ـ من رفع (٥) (تَنْزِيلَ) أضمر له مبتدأ ، أي هو تنزيل العزيز الرحيم. ومن نصبه جعله مصدرا. ويجوز الخفض في الكلام على البدل من (الْقُرْآنِ).
١٨١٤ ـ وقوله تعالى : (ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) ـ ٦ ـ (ما) حرف نفي ، لأن آباءهم لم ينذروا برسول قبل محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : موضعها نصب ، لأنها في موضع المصدر ، وهو قول عكرمة ، لأنّه قال : قد أنذر آباؤهم ، وتقديره : لتنذر قوما إنذارا مثل إنذارنا آباءهم ، ف (ما) والفعل مصدر (٦).
١٨١٥ ـ وقوله تعالى : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) ـ ١٢ ـ أي ذكر ما قدّموا ،
__________________
(١) قرأ بكسر النون من «يسن» ابن عباس ، وابن أبي إسحاق ، ونصر بن عاصم. البحر المحيط ٣٢٣/٧ ؛ وتفسير القرطبي ٣/١٥ ؛ وفي المحتسب ٢٠٣/٢ : قرأ بكسر النون أبو السمال وابن أبي إسحاق ، بخلاف.
(٢) «جير» بكسر الراء : يمين للعرب ، ومعناها : حقا.
(٣) زيادة في الأصل.
(٤) في هامش الأصل عبارة «بلغ مقابلة».
(٥) قرأ برفع اللام غير ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ، وهؤلاء قرءوا بنصب اللام. النشر ٣٣٨/٢ ؛ والتيسير ص ١٨٣ ؛ والكشف ٢١٤/٢ ؛ وقد روى الخفض الحسن ؛ كما في الإتحاف ص ٣٦٣.
(٦) تفسير القرطبي ٦/١٥.