محمد الأزدي ، قال : أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب إجازة ، قال : حدثني الفقيه المقرئ ، أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي ـ رضي الله عنه ـ قراءة منّي عليه في أصله وهو يسمع ، قلت ـ رضي الله عنك ـ ...» (١). ويلاحظ من هذا النص أن مكيّا أجاز لابن عتاب رواية مؤلفاته ، على صغر سنه ، وهو شيء كان معهودا ومتعارفا عليه إذ ذاك.
٤ ـ نسخة المدينة المنورة :
ورمزت إليها بالحرف (د) وهي من مخطوطات مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة ، وقد صورها معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية بالقاهرة ، ورقمها فيه (١٨٩). عدد أوراقها (١٩٨) ورقة ، في كل صفحة ٢١ سطرا ، وفي السطر ١١ كلمة تقريبا ، وقياسها ٥ ، ١٦* ٢٥ سم ، كتبت بخط نسخي جيد ، كتبها عمر الأشتري لنفسه وفرغ منها سنة ٥٨٩ ه ؛ ففي الصفحة الأخيرة : «تم جميع مشكل إعراب القرآن بحمد الله وعونه وكرمه ومنّه ، كتبه الفقير إلى رحمة الله تعالى عمر بن أبي الحسين بن ابن الفتح الأشتري لنفسه ، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وخمسمائة». وهي مشكولة شكلا خفيفا ، وعليها أختام المتملكين ، وترجمة للمؤلف منقولة عن كتاب (مفتاح السعادة). والنسخة جيدة ، لا تقل في جودتها عن
__________________
بها القراءات ، ورحل إلى مصر ودمشق وبغداد ، ونزل الموصل ، وسمع من كبار شيوخ تلك الأقطار ، أخذ العربية والأدب عن أبي القاسم الزمخشري ، وسمع ببلاده من ابن عتاب ، توفي سنة ٥٦٧ ه. (وفيات الأعيان ٢ / ٢٢٦ ؛ وبغية الوعاة ص ٤١٢ ؛ وطبقات القراء ٢ / ٣٧٢).
(١) هذا السند ملحق في أول النسخة بخط مختلف ولا قيمة له في توثيق النسخة ، وهو على الأغلب من فعل الناسخ أو أحد المالكين ؛ إذ كيف يعقل أن تتم تلك القراءة على المؤلف من قبل ابن عتاب وهو طفل صغير لم يتجاوز الرابعة من عمره؟! ومن الغريب المستهجن أن محقق الكتاب في بغداد قد اعتمد هذه النسخة ، وجعل منها أصلا رغم تأخرها وكثرة أخطائها وغفلها من اسم الناسخ وتاريخ النسخ ، وبنى على ذلك كثيرا من الملاحظات ، والنتائج الخاطئة ، فتأمّل!!.