بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي
جعل الحمد مقدّمة لاستدامة إحسانه واستزادة امتنانه واستزاحة نقمه وحرمانه والصلاة
والسلام على من جعل الصلاة عليه أنجح الأسباب والشروط لرضوانه وأرجح الوسائل إلى
رفيع جنانه محمد وعترته وصحبه وأعوانه.
وبعد فقد الشمس
منّي بعض من حمدت خلائقه ورشدت طرائقه وأطاع داعي الخير قائده وسائقه أن أبسط في
وجوب مقدمة الواجب الكلام وأذكر ما سنح لي من النقض والإبرام ومثلت للإشارة
الكريمة ممتثلا وشرعت في تحرير المقصود مستعينا بالله متوكّلا وسائلا من اولى
الطباع الكريمة إرخاء ذيل العفو على الهفو وإجراء عادة الصفح عن القدح وبالله
التوفيق.
فأقول ومنه
سبحانه سؤال المعونة واستمداد المئونة :
اعلم أنّ قدماء
الاصوليين أطلقوا الخلاف في أنّ ما لا يتم الواجب إلّا به وكان مقدورا ، فهو واجب.
والمتأخرون لم
يقبلوا هذا الإطلاق ، وقسموا الواجب : إلى مطلق ، ومشروط. وفسّر محققوهم المطلق
بما لم يقيد وجوبه بما يتوقف عليه وجوده من حيث هو كذلك ، والمشروط بما قيّد وجوبه
بما يتوقف عليه وجوده من حيث هو كذلك.
واعتبرت
الحيثية للإشارة إلى أن الإطلاق والتقييد يعتبران بالنسبة إلى المقدمة المخصوصة.
فيجوز أن يكون الواجب الواحد مطلقا ومقيدا بالنسبة إلى