مِنَ الْكَافُورِ الْأَبْيَضِ وَذَنَبُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ وَقَوَائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ وَعُنُقُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ وَبَاطِنُهَا عَفْوُ اللهِ وَظَاهِرُهَا رَحْمَةُ اللهِ بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَلَا يَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ أَوْ قَالَ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَلَا نَبِيّاً مُرْسَلاً وَلَا حَامِلَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلَى جَنَّاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَهُ وَخَابَ مَنْ كَذَّبَهُ وَلَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللهَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَلْفَ عَامٍ وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى يَكُونَ كَالشِّنِّ الْبَالِي وَلَقِيَ اللهَ مُبْغِضاً لِآلِ مُحَمَّدٍ أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى مَنْخِرَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَمِنْ مَنَاقِبِ مُوَفَّقِ بْنِ أَحْمَدَ الْخُوَارِزْمِيِّ مَرْفُوعاً إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ قَدْ بَلَوْتُ خَلْقِي فَأَيُّهُمْ رَأَيْتَ أَطْوَعَ لَكَ قَالَ قُلْتُ رَبِّي عَلِيّاً قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ فَهَلِ اتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ خَلِيفَةً يُؤَدِّي عَنْكَ وَيَعْلَمُ عِبَادِي مِنْ كِتَابِي مَا لَا يَعْلَمُونَ قَالَ قُلْتُ فَاخْتَرْ لِي فَإِنَّ خِيَرَتَكَ خِيَرَتِي قَالَ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ عَلِيّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِيفَةً وَوَصِيّاً وَنَحَلْتُهُ عِلْمِي وَحِلْمِي وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلَيْسَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ يَا مُحَمَّدُ عَلِيٌّ رَايَةُ الْهُدَى وَإِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِي وَنُورُ أَوْلِيَائِي وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم قُلْتُ رَبِّي قَدْ بَشَّرْتُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا عَبْدُ اللهِ وَفِي قَبَضْتِهِ إِنْ يُعَاقِبَنِي فَبِذُنُوبِي لَمْ يَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَمَّمَ لِي وَعْدِي فَاللهُ مَوْلَايَ قَالَ أَجَلْ وَاجْعَلْ رَبِيعَهُ الْإِيمَانَ بِهِ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ غَيْرَ أَنِّي مُخْتَصُّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَلَاءِ لَمْ أَخُصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَوْلِيَائِي قَالَ قُلْتُ رَبِّ أَخِي وَصَاحِبِي قَالَ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنَّهُ مُبْتَلًى لَوْ لَا عَلِيٌّ لَمْ يُعْرَفْ حِزْبِي وَلَا أَوْلِيَائِي وَلَا أَوْلِيَاءُ رُسُلِي