قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة [ ج ١ ]

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة [ ج ١ ]

تحمیل

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة [ ج ١ ]

248/594
*

فَرَجَعَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ علیهما السلام وَهُوَ يَقُولُ

أَبُو الْحُسَيْنِ فَاعْلَمَنْ وَالْحَسَنِ

جَاءَكَ يَقْتَادُ الْعَنَانَ وَالرَّسَنَ

فَعَرَفَهُ عَمْرٌو فَوَلَّى رَكْضاً وَلَحِقَهُ عَلِيٌّ علیهما السلام فَطَعَنَهُ طَعْنَةً وَقَعَ الرُّمْحُ فِي فُصُولِ دِرْعِهِ فَسَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ وَخَشِيَ أَنْ يَقْتُلَهُ عَلِيٌّ فَرَفَعَ رِجْلَيْهِ فَبَدَتْ سَوْأَتُهُ فَصَرَفَ عَلِيٌّ علیهما السلام وَجْهَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى عَسْكَرِهِ.

وَجَاءَ عَمْرٌو وَمُعَاوِيَةُ يَضْحَكُ مِنْهُ فَقَالَ مِمَّ تَضْحَكُ وَاللهِ لَوْ بَدَا لِعَلِيٍّ مِنْ صَفْحَتِكَ مَا بَدَا لَهُ مِنْ صَفْحَتِي إِذًا لَأَوْجَعَ قَذَالَكَ (١) وَأَيْتَمَ عِيَالَكَ وَأَنْهَبَ مَالَكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَوْ كُنْتَ تَحْتَمِلُ مِزَاحاً لَمَازَحْتُكَ فَقَالَ عَمْرٌو وَمَا أَحْمَلَنِي لِلْمِزَاحِ وَلَكِنْ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ رَجُلاً فَصَدَّ عَنْهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ أَتَقْطُرُ السَّمَاءُ دَماً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَا وَلَكِنَّهَا تُعْقِبُ فَضِيحَةَ الْأَبَدِ حِيناً أَمَا وَاللهِ لَوْ عَرَفْتُهُ لَمَا أَقْدَمْتُ عَلَيْهِ قُلْتُ قَدْ أَجَادَ الْقَائِلُ مَا شَاءَ وَأَظُنُّهُ أَبَا فِرَاسِ بْنَ حَمْدَانَ

وَلَا خَيْرَ فِي دَفْعِ الرَّدَى بِمَذَلَّةٍ

كَمَا رَدَّهَا يَوْماً بِسَوْأَتِهِ عَمْرٌو

وَكَانَ فِي أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ فَارِسٌ مَشْهُورٌ بِالشَّجَاعَةِ اسْمُهُ بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ.

قلت هذا بسر بن أرطاة لعنه الله هو صاحب جيش معاوية إلى اليمن وكان من شر الناس وأقدمهم على معاصي الله تعالى وسفك الدماء المحرمة وأشد العالمين عداوة لله ولرسوله ولآل بيته وأقلهم دينا وأكثرهم عنادا للحق وأقربهم إلى مساوئ الأخلاق وأبعدهم من خير وأعظمهم تمردا وكفرا وتسلطا لا يميز بين حق وباطل جاهل فاسق فظ غليظ متمرد لئيم سيئ الملكة قتال.

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي تَارِيخِهِ مَا هَذَا مُلَخَّصُهُ قَالَ بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ إِلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ فَأَتَى الْمَدِينَةَ وَفِيهَا أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَامِلُ عَلِيٍّ عَلَيْهَا فَهَرَبَ وَأَتَى عَلِيّاً بِالْكُوفَةِ وَدَخَلَ بُسْرٌ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يُقَاتِلْهُ أَحَدٌ وَنَادَى الْأَنْصَارَ شَيْخِي عُهْدَتُهُ هُنَا فَمَا فَعَلَ يَعْنِي عُثْمَانَ ثُمَّ قَالَ وَاللهِ لَوْ لَا مَا عَهِدَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ مَا تَرَكْتُ بِهَا مُحْتَلِماً وَطَلَبَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ لِيُبَايِعَ فَهَرَبَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ

________________

(١) القذال : جماع مؤخر الرأس.