خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٢) [سورة المجادلة : ٢٢]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) الآية ، أي من يؤمن بالله واليوم الآخر لا يؤاخي من حاد الله ورسوله ، قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) وهم الأئمة عليهمالسلام (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) قال : الروح : ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو مع الأئمة عليهمالسلام (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه : أذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس ، وأذن ينفث فيها الملك ، فيؤيد الله المؤمن بالملك ، فذلك قوله تعالى : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)(٢).
وقال أبو خديجة : دخلت على أبي الحسن عليهالسلام ، فقال لي : «إنّ الله تبارك وتعالى أيّد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي ، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه ، وتسيخ في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم الله امرءا همّ بخير فعمله ، أو همّ بشرّ فارتدع عنه» ثم قال : «نحن نزيد الرّوح بالطاعة لله والعمل له» (٣).
وقال أبو جعفر عليهالسلام ، : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) أي قوّاهم» (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن للقلب أذنين : روح الإيمان يسارّه بالخير ، والشيطان يسارّه بالشرّ ، فأيهما ظهر على صاحبه غلبه».
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٥٨.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٣.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ١.
(٤) التوحيد : ص ١٥٣ ، ح ١.