عليه ، فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكى ، فبكينا لبكائه ، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا ، فدخلنا عليه ، فقلت : أصلحك الله ، أتيناك نريد الإذن عليك ، فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكيت فبكينا لبكائك.
فقال : «نعم ، ذكرت الياس النبي عليهالسلام ، وكان من عباد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده». ثم اندفع فيه بالسريانية ، فلا والله ما رأيت قسّيسا ، ولا جاثليقا أفصح لهجة منه فيه ، ثم فسره لنا بالعربية ، فقال : «كان يقول في سجوده : أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري؟ أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي؟ أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي؟ أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟ قال : فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك ، فإني غير معذبك. قال : فقال : إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني ماذا؟ ألست عبدك وأنت ربي؟ فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك ، فإني غير معذبك ، إني إذا وعدت وعدا وفيت به» (١).
وقال أنس : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سمع صوتا من قلة جبل : اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا بشيخ أشيب ، قامته ثلاث مائة ذراع ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عانقه ، ثم قال : إنني آكل في كل سنة مرة واحدة ، وهذا أوانه. فإذا هو بمائدة أنزلت من السماء ، فأكلا. وكان إلياس عليهالسلام (٢).
* س ١٩ : من هو الياس ، وإلى من بعث؟!
الجواب / ١ ـ من هو إلياس؟!
لا يوجد أي شك في أن الياس هو أحد أنبياء الله الكبار ، وآيات بحثنا
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ١٧٧ ، ح ٢.
(٢) المناقب : ج ١ ، ص ١٣٧.