إليه رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعشى ، كان يروي عن الحسن البصريّ ، فقال : يا بن رسول الله ، جعلت فداك ، إنّ الحسن البصريّ يحدّثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل ، ولا يخبرنا من الرّجل ، (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) تفسيرها : أتخشى الناس والله يعصمك من الناس؟
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ما له لا قضى الله دينه ـ يعني صلاته ـ أما أن لو شاء أن يخبر به أخبر به ، إنّ جبرائيل عليهالسلام هبط على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : إنّ ربّك تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أمّتك على صلاتهم. فدلّه على الصلاة ، واحتجّ بها عليه ، فدلّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّته عليها ، واحتجّ بها عليهم ، ثمّ أتاه فقال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أمّتك في زكاتهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم ، فدلّه على الزكاة ، واحتجّ بها عليه فدلّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمته على الزكاة ، واحتجّ بها عليهم. ثمّ أتاه فقال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أمّتك في صيامهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم ، شهر رمضان بين شعبان وشوّال ، يؤتى فيه كذا ، ويجتنب فيه كذا. فدلّه على الصّيام ، واحتجّ به عليه ، فدّل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّته على الصّيام واحتجّ به عليهم. ثمّ أتاه فقال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أمّتك في حجهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم.
فدلّه على الحجّ ، واحتجّ به عليه ، فدلّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّته على الحجّ ، واحتجّ به عليهم. ثم أتاه فقال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدلّ أمّتك من وليّهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجّهم».
قال : «فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ربّ ، أمّتي حديثو عهد بجاهليّة ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ). تفسيرها : أتخشى الناس ، فالله يعصمك من الناس. فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخذ