الْكُفْرِ) ـ المنافقون. وقيل : قوم من العرب ارتدوا عن الإسلام.
فإن قيل : كيف قال : (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ) والإرادة لا تتعلق بألا يكون الشيء وإنّما تتعلق بما يصح حدوثه؟ قلنا : عنه جوابان :
١ ـ قال ابن إسحاق : (يُرِيدُ اللهُ) أن يحبط أعمالهم بما استحقوه من المعاصي والكبائر.
٢ ـ إن الله يريد أن يحكم بحرمان ثوابهم الذي عرضوا له بتكليفهم ، وهو الذي يليق بمذهبنا ، لأن الإحباط عندنا ليس بصحيح.
فإن قيل كيف قال : (يُرِيدُ اللهُ) وهذا إخبار عن كونه مريدا في حال الإخبار ، وإرادة الله تعالى لعقابهم تكون يوم القيامة ، وتقديمها على وجه يكون عزما وتوطينا للنفس لا يجوز عليه تعالى؟ قلنا : عنه جوابان :
١ ـ قال أبو علي : معناه أنه سيريد في الآخرة حرمانهم الثواب ، لكفرهم الذي ارتكبوه.
٢ ـ أن الإرادة متعلقة بالحكم بذلك ، وذلك حاصل في حال الخطاب. وقال الحسن : يريد بذلك فيما حكم من عدله.
وقوله : (يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) : أي يبادرون إليه. والسرعة وإن كانت محمودة في كثير من المواضع ، فإنها مذمومة في الكفر. والعجلة مذمومة على كل حال إلا في المبادرة إلى الطاعات. وقيل : إن العجلة هي تقديم الشيء قبل وقته ، وهي مذمومة على كل حال إلا في المبادرة إلى الطاعات. وقيل : إن العجلة هي تقديم الشيء قبل وقته ، وهي مذمومة على كل حال ، والسرعة فعل لم يتأخر فيه شيء عن وقته ، ولا يقدم قبله ، ثم بين تعالى أنهم لمسارعتهم إلى الكفر لا يضرون الله شيئا ، لأن الضرر يستحيل عليه تعالى.