بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) : «هي الإيمان بالله وحده لا شريك له» (١).
٢ ـ قال عبد الله بن أبي يعفور ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي أخالط الناس ، فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ، فيتولّون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولّونكم ، ليس لهم تلك الأمانة ، ولا الوفاء ، ولا الصدق! قال : فاستوى أبو عبد الله عليهالسلام جالسا ، وأقبل عليّ كالغضبان ، ثمّ قال : «لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله».
قال عبد الله : لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء؟
فقال عليهالسلام : «نعم ، لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ـ ثمّ قال ـ : أما تسمع لقول الله : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم كلّ إمام عادل من الله ، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)(٢).
قال عبد الله : أليس الله عنى بها الكفّار حين قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا)؟
قال عليهالسلام : «وأي نور للكافر وهو كافر ، فأخرج منه إلى الظلمات؟! إنّما عنى الله بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام ، فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ،
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ١٢ ، ح ١.
(٢) قال الباقر عليهالسلام ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام. (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) نزلت في أعدائه ومن تبعهم ، أخرجوا الناس من النور ـ والنور : ولاية عليّ فصاروا إلى ظلمة ولاية أعدائه.