س ٧٦ : هل يمكن ذكر القصة التي وردت في تفسير العياشي عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام عن هذه الآية الكريمة؟
الجواب / نعم ، قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام : «لمّا كاعت (١) اليهود عن هذا التمنّي ، وقطع الله معاذيرهم ، قالت طائفة منهم ، وهم بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد كاعوا وعجزوا : يا محمّد ، فأنت والمؤمنون المخلصون لك مجاب دعاؤكم ، وعليّ أخوك ووصيّك أفضلهم وسيّدهم؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بلى.
قالوا : يا محمّد ، فإن كان هذا كما زعمت ، فقل لعليّ يدعو لابن رئيسنا هذا ، فقد كان من الشباب جميلا نبيلا وسيما قسيما (٢) ، لحقه برص وجذام ، وقد صار حمى (٣) لا يقرب ، ومهجورا لا يعاشر ، يتناول الخبز على أسنّة الرّماح.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ائتوني به. فأتي به ، فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه منه إلى منظر فظيع ، سمج (٤) ، قبيح ، كريه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبا حسن ، ادع الله له بالعافية ، فإنّ الله تعالى يجيبك فيه. فدعا له. فلمّا كان عند فراغه من دعائه إذا الفتى قد زال عنه كلّ مكروه ، وعاد إلى أفضل ما كان عليه من النبل والجمال والوسامة والحسن في المنظر.
__________________
(١) كعت عن الشّيء : لغة في كععت عنه ، إذا هبته وجبنت عنه. «لسان العرب ـ كوع ـ ٨ : ٣١٧».
(٢) القسّام : الحسن ، وفلان قسيم الوجه ، ومقسّم الوجه. «الصحاح ـ قسم ـ ٥ : ٢٠١١».
(٣) يقال : هذا الشيء حمى : أي محظور لا يقرب. «الصحاح ـ حمى ـ ٦ : ٢٣١٩».
(٤) سمج : قبح. «الصحاح ـ سمج ـ ١ : ٣٢٢».