رسول الله (ص) يقول : (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ، «صلاة العصر» أو «وصلاة العصر» ، وأمرهنّ بتسجيله في مصاحفهنّ ، إنّما أردن أنّهنّ سمعن بيان الرسول (ص) عن الآية.
وكذلك عند ما روى أتباع مدرسة الخلفاء ، أنّ في قراءة «أبيّ» ـ مثلا ـ : «يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك ـ في علي ـ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته» أنّ أبيّا كان يعلّم الآية مع هذا البيان.
وكذلك إذا جاء في الرواية : «أنّه كان ممّا نزل على رسول الله ، أو كان ممّا أنزله الله ، أو ما أوحي إلى رسول الله» ، كلّ ذلك بمعنى أنّه نزل بيان الآية من الله ـ سبحانه ـ وحيا إلى رسوله (ص).
وكذلك الأمر في الروايات التي وردت عن أئمة أهل البيت فيهما ، فإنّنا نجد في بقية رواية الكافي (ما / ١٦) ، التي حذفها الشيخ النوري (وقوموا لله قانتين ـ الخبر) ما يأتي :
قال الله تعالى لنبيّه (ص) : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) (١) ، ودلوكها زوالها ، بين دلوك الشّمس إلى غسق اللّيل ، أربع صلوات سمّاهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ ، وغسق اللّيل ، هو انتصافه. ثمّ قال تبارك وتعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) ، فهذه الخامسة. وقال الله تعالى في ذلك (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) (٢) وطرفاه المغرب والغداة (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) ، وهي صلاة العشاء الآخرة. وقال تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (٣) ، وهي صلاة الظهر ، وهي أوّل صلاة صلّاها رسول
__________________
(١) الإسراء / ٧٨.
(٢) هود / ١١٦.
(٣) البقرة / ٢٣٩.