ولا شكّ إن أخطأ الدليل ، ضلّ التابع ، وهذا ما أحدثته الترجمتان اللّاتينيتان ، فقد اقتفت أوربا كلّها في شتى لغاتها أثريهما ، رغم ادعاء البعض بأنّه نقل عن العربية مباشرة غير أنّه يظهر رجوعه إلى الجذور اللّاتينية في ترجمته وكما يتضح من الجدول أنّ اللّغات الأوربية على إطلاقها اعتمدت على الترجمات اللّاتينية إمّا مباشرة أو عن طريق لغة أوربية اخرى مثل الترجمة باللغة البلغارية ١٩٣٠ م الّتي أخرجها المبشر الألماني أنرست ماكس هوبه ، الّتي أخذها عن الألمانية عن الإنجليزية ل (سال) عن الترجمة اللّاتينية ل (ماراكيوس) عن الترجمة العربية ، ولا شك أن مثل هذه الرحلة الطويلة للكلمة القرآنية بين أيدي الرهبان والمبشرين ستلتوي وتمزّق حتى إذا إذا وصلت إلى اللغة البلغارية تعتبرها الكنيسة في ذلك الوقت نصرا سيوقف المسلمين في بلغاريا عن قراءة النصّ القرآني العربي ، ويستعملون بدلا عن المولود القميء الجديد ، وتنوّه الصحف البلغارية بذلك الانجاز فتقول : «لقد فعلها ذلك الألماني هوبه ، وسنفصل المسلمين عن قرآنهم بترجمتنا البلغارية الجديدة».
إنّ أكثر ما يثير السخرية أن ترجمة جورج سال بعد أن انتشرت وذاعت قامت البعثات التبشيرية البروتستانتية بترجمتها إلى العربية في مصر تحت اسم «مقالات في الإسلام» (١).
وكيف تكون هذه الترجمة بعد هذه الرحلة الطويلة من العربية إلى اللّاتينية فالإنجليزية فالعربية.
__________________
(١) p. l ٢٦١ ـ ٢٤٤ (١٩١٦) s. m. xwemmer, translations of the koran, the moslem world, vol
ـ لقد ترجمت ترجمة جورج سال إلى العربية بواسطة البعثات البروتستانتية التبشيرية في مصر عن :
. (١٩٨١)the encyclopaedia of lslam. new edition vol. v leiden