ب ـ تنكيل الخليفة بمن يسأل عن تفسير القرآن :
جاء في سنن الدارمي وتفسير القرطبي والاكمال لابن ماكولا وتاريخ ابن عساكر خبر صبيغ بن عسل :
قال ابن ماكولا في الإكمال : صبيغ بفتح الصاد وكسر الباء ، وعسل بكسر العين وسكون السين ، وعسيل بضم العين وفتح السين. وكان يسأل عن المشكلات الّتي في القرآن فنفاه عمر من المدينة إلى العراق ، وأمر أن لا يجالس.
وفي تاريخ ابن عساكر :
(صبيغ) بن عسل ويقال : ابن عسيل ، ويقال : صبيغ بن شريك بن عمرو ابن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي البصري الّذي سأل عمر بن الخطاب عمّا سأل فجلده وكتب إلى أهل البصرة : لا تجالسوه.
وفي رواية فأرسل إليه عمر وقد أعدّ له عراجين النخل فقال : من أنت؟ فقال : أنا عبد الله صبيغ ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين ، فضربه وقال : أنا عبد الله عمر ، وما زال يضربه حتى أدمى رأسه فقال : يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الّذي كنت أجد في رأسي.
وفي رواية اخرى :
انّه جعل يسأل عن متشابه القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب ، فلمّا أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال : أين الرجل؟ أبصر لا يكون ذهب فتصيبك منّي العقوبة الوجيعة؟ فأتى به فقال عمر : سبيل محدثة ، فأرسل إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ، ثمّ تركه حتى برئ ، ثمّ عاد له ثمّ تركه حتى برئ ، فدعا به ليعود ، فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه