التلاوة ونسخ الآية الّتي جاءت بحكم عمل بها المسلمون ثمّ نسخت باخرى أو بسنّة الرسول (ص). وأفرد التصنيف فيها جمّ غفير.
وكتب فيهما أو في أحدهما بعضهم بحوثا مستقلة ضافية ضمن مؤلفاتهم.
ونحن نرى : أنّ الله لم ينزل على نبيّه سورا وآيات قرآنية ثمّ نسخ تلاوتها بتاتا ، سواء ما قيل عنه بمنسوخ الحكم والتلاوة معا أو ما قيل عنه منسوخ التلاوة دون الحكم. كما سنبيّنه في ما يأتي بإذنه تعالى.
أمّا نسخ الحكم المذكور في القرآن ، فنرى فيه أنّ الله سبحانه كان ينزل على رسوله حكما مؤقتا بوحي غير قرآني يعمل به المسلمون ، وبعد انتهاء أمده ، كان ينسخه الله ـ أيضا ـ بوحي غير قرآني ، أي : يعلمهم انتهاء أمد الحكم ثمّ ينزل الله وحيا قرآنيا يقصّ فيه خبر الحكم ونسخه ، ومن الجائز أن نقول في مورد واحد أو أكثر أنّ الحكم المؤقت بعد أن نزل بوحي غير قرآني وعمل به المسلمون ، نزل في الذكر الحكيم بيان أنّ ذلك الحكم المؤقت قد نسخ.
وبناء على هذا ، فليس في القرآن آية واحدة منسوخة.
* * *
وقبل الاستدلال لما نرى لا بدّ من تقديم مقدّمات في ما يأتي :