قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ١ ]

القرآن الكريم وروايات المدرستين

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ١ ]

تحمیل

القرآن الكريم وروايات المدرستين [ ج ١ ]

55/335
*

ولم يقلّ أثر الشاعر في السلم وفي الحرب عن أثر الفارس ، الشاعر يدافع عن قومه بلسانه ، يهاجم خصومهم ، ويهجو سادتهم ، ويحث المحاربين على الاستماتة في القتال ، ويبعث فيهم الشهامة والنخوة للإقدام على الموت حتى النصر. والفارس يدافع عن قومه بسيفه ، وكلاهما ذاب عنهم محارب في النتيجة. بل قد يقدم الشاعر على الفارس ، لما يتركه الشعر من أثر دائم في نفوس العرب ، يبقى محفوظا في الذاكرة وفي اللسان ، يرويه الخلف عن السلف ، بينما يذهب أثر السيف ، بذهاب فعله في المعركة ، فلا يترك ما يتركه شعر المديح أو الهجاء من أثر في النفوس ، يهيجها حين يذكر ، وكان من أثره ان القبائل كانت إذا تحاربت جاءت بشعرائها ، لتستعين بهم في القتال. فلما كان يوم (أحد) ، قال (صفوان بن أمية) لأبي عزة عمرو بن عبد الله الجمحي : «يا أبا عزة انك امرؤ شاعر فأعنّا بلسانك ، فاخرج معنا. فقال : إن محمدا قد منّ عليّ ولا أريد أن أظاهر عليه.

قال : فاعنا بنفسك ، فلك الله علي إن رجعت أن أغنيك ، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر ، فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة» شعرا الى السير مع قريش لمحاربة المسلمين (١).

وكان للرسول (ص) شاعره (حسان بن ثابت) يدافع عن الإسلام والمسلمين ، وكان للمشركين من أهل مكة شاعرهم (عبد الله بن الزبعرى) يرد عليه ، ويهاجم المسلمين في السلم وفي المعارك.

وقد دوّنت كتب السير والأخبار والتواريخ أشعارهم وما قاله أحدهم في الآخر ، وقد فات منه شيء كثير ، نص رواة الشعر على أنهم تركوه لما كان فيه من سوء أدب وخروج على المروءة.

وكان الى جانب الشاعرين شعراء آخرون ، منهم من ناصر المسلمين ،

__________________

ـ الشعر والشعراء (١ / ١٤٧ وما بعدها.

(١) الروض الانف (٢ / ١٢٦ وما بعدها) ، (غزوة أحد).