ومصاحف أخرى سوف نذكرها في ما يأتي بإذنه تعالى.
٩ ـ مصحف الرسول (ص):
سيأتي في بحث من تاريخ القرآن على عهد الخليفة أبي بكر أنّ الرسول (ص) أوصى الإمام عليا ان لا يرتدي رداءه بعد وفاة الرسول (ص) حتى يجمع الصحف التي كانت في بيت الرسول (ص) الّتي كتب عليها القرآن بأمر الرسول (ص) ، ولم تكن آي القرآن التي كتبت في تلك الصحف بدعا عما كتبها الصحابة في صحفهم مما تعلموها من لفظ الآيات ومعانيها ممّا تلقاها الرسول (ص) جميعا عن طريق الوحي ، بل لا بدّ أن تكون مشابهة لمصاحف الصحابة في كتابة اللفظ والمعنى معا ما عدا أمرا واحد وهو أن كل صحابي كان يكتب مع ما يكتب من آي القرآن ما بلغه عن رسول الله (ص) في تفسير الآية ، وكان رسول الله (ص) قد أمر الإمام عليا بكتابة كل ما يحتاجه المسلمون في تفسير الآيات ممّا تلقاه عن طريق الوحي (١).
***
بناء على ما سبق كانت المصاحف في صدر الإسلام مثل كتب التفسير في عصرنا تشتمل على القرآن وما بيّنه الرسول (ص) في تفسير الآيات. ولما اقتضت سياسة الخلفاء بعد الرسول (ص) تجريد القرآن من حديث الرسول (ص) جرى في هذا الشأن ما سنبينه في ما يأتي بإذنه تعالى.
سياسة تجريد القرآن من حديث الرسول (ص):
مرّ بنا في بحث المجتمع الذي نزل فيه القرآن وانتشر منه وبحث من
__________________
(١) كما برهنا عليه في بحث : (القرآن والسنة ، هما مصدر التشريع لدى مدرسة أهل البيت (ع) من المجلد الثاني من معالم المدرستين.