(٣٩) اصل
ما وضع لخطاب المشافهة نحو (يا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمُيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَقِيمُوا الصَّلاةَ) يعم بصيغته من غاب عن مجلس الخطاب ومن غاب عن زمانه ويثبت
الحكم لهم بذلك الخطاب واليه ذهب عدة من الاصحاب.
والاشكال بان
خطاب الغائب والمعدوم غير معقول فلا يقال لهم : يا ايها الناس ونحوه ، بل حيث لا
يقع الصبى والمجنون موردين للخطاب الشرعى مع اتصافهما بالوجود والانسانية فهما
اولى بالامتناع ، غير وارد فان الظاهر ان هذه الخطابات لم تستعمل الا فى الخطاب
الانشائى وهو انشاء الخطاب لغرض ان يتوجه اليه المكلف ويعمل بمقتضاه مع حصول شرائط
التكليف فالخطاب فعلى بالنسبة الى الموجودين الحاضرين وانشائى بالنسبة الى
الغائبين او المعدومين ونظير الخطاب بعينه الحكم المستفاد من الكلام كوجوب التقوى
والصلاة فانه ايضا انشائى بالنسبة الى بعض وفعلى بالنسبة الى آخرين.