المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
أما بعد ...
فانه لما كان علم أصول الفقه من أهم العلوم الشرعية وأدقها ، ويحتاج اليه الفقيه فضل احتياج في عملية استنباط الأحكام الشرعية لمواكبة ما استحدث في هذا العصر من وقايع وأحداث تحتاج إلى بيان رأي الشارع المقدس فيها ، كما ويحتاجه طلبة العلوم الدينية في فهم ما بين أيديهم من فتاوى وأحكام.
ولما كان أستاذنا الأجلّ الفقيه الشهيد السعيد آية الله العظمى ومجدد علوم آل البيت في القرن العشرين الحاج السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه خرِّيت هذه الصناعة وجهبذ هذا العلم العميق ، حيث سبر أغواره ، وغاص في أعماقه يلتقط الدرر وينظم اللآلئ الباهظة في مجلس درسه الشريف وقد كان ألقى علينا في سنة ١٤٨٣ للهجرة بحوثاً دقيقة تحتوي على مطالب شيّقة رائقة ، وتشتمل على نكات خفية رائعة في باب القطع ، وهو من أهم أبواب علم الأصول ان لم يكن أهمها على الاطلاق ، وقد تشرفنا بحضور بحثه الشريف ، ونلنا فخر التقاط درره الباهرة وكرامة تدوين كلماته الفاخرة ، وجمعناها في كراريس بانتظار أن تسنح الفرص لعرضها وتقديمها جاهزة لطالبها رأينا أنه من الضروري في هذا الوقت وبعد مرور ما يربو على عقد ونصف على رحيل هذا الحبر العلامة أن نضع بين أيدي