العقلاء علي حجيته لما كان حجة عند آدم (ع) مع انه كان كذلك قطعا.
وفيه : أنه ما المراد بانه كان حجة في زمن الانسان الاول قبل وجود المجتمع؟ فان كان المراد ان آدم (عليهالسلام) كان يعتمد على قطعه في اقتناص الواقع فهو صحيح إلا أن ذلك يدل على حجية القطع بمفهومه المنطقي ، وهو خارج عن محل كلامنا ، وان كان المراد ان آدم (عليهالسلام) كان اذا استفتي عن منجزية القطع ومعذريته يفتي بأنه منجز ومعذر ، يسأل من أين علمتم بذلك وحصلتهم القطع به؟
الوجه الثاني : ان بناء العقلاء انما يكون في مورد يكون دخيلا في حفظ النظام ، ولا يجري في العبادات لعدم دخلها في حفظ النظام ، واطاعة المولى من العبادات ، فلا يمكن ان يقال : ان مخالفة القطع بالنسبة الى اوامر المولى ظلم بالنسبة الى المولى وهو قبيح لبناء العقلاء على وجوب اطاعة المولى وقبح مخالفته.
وفيه : ان بناء العقلاء انما ينعقد لحفظ نظام الرئاسة ، فينعقد على وجوب اطاعة العبد لمولاه حفظا لنظام الرئاسة ولو كان الرئيس مخطئا في رأيه كما في الموالي العرفيين ، ولا يكون بناؤهم لحفظ النظام الداخلي فيما بينهم ، ففي باب العبادات ايضا بناء العقلاء جار لحفظ نظام الرئاسة (١).
ولكن الصحيح ان الاستدلال بقاعدة القبح والحس لحجية القطع غير تام اصلا ، وذلك لانه ان كان المراد اثبات مولوية المولى بهذا الدليل فهو مضافا الى انه لا يناسب البحث الديني إذ في الابحاث الدينية نبحث بعد الفراغ عن الاقرار بأنا عبيد ولسنا بأحرار ، والاقرار بأن لنا مولىً ، وانما يناسب الابحاث الفلسفية والكلامية ، فمضافا الى ذلك فهو دور واضح ؛ وذلك لان اثبات مولوية المولى يتوقف ويتفرع
__________________
(١) ويرد عليه مضافا إلى ما ذكره (قدسسره) أن العبادات أيضا دخلية في حفظ النظام الذي أراده السيد الأستاذ وذلك من جهة كونها موجبة لتزكية النفس ، فتقبل النفس القوانين المجعولة لحفظ النظام ، وتعمل على طبقها بلا كلفة ومشقة ، فكيف يقول بعدم دخلها في حفظ النظام؟ وكانت حكومة الشاه تعلن في كل سنة بعد شهر رمضان أن أرقام الجنايات من القتل والتجاوز كانت أقل من كل شهر من جهة الإقبال على العبادة في هذا الشهر.