ثم أورد السيد رحمهالله نصوص عدة من علماء الحديث والدراية كابن الصلاح والنووي والسيوطي على أن « المرسل حديث ضعيف لا يحتج به عند جماهير المحدثين ».
ثم انه نبه على رواية العاصمي الحديث عن أبي قلابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأسا.
وعلى أن بعضهم رواه ـ كما في المصابيح والمشكاة وفتح الباري ـ عن قتادة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأسا.
وهذان مرسلا بلا كلام.
من أساليبه : النظر في متون الأحاديث من حيث ظروف صدورها ... ولا يخفى على أهل الفضل ما في ذلك من الأثر البالغ في كشف الحقائق والوصول الى الواقع ... ونحن نكتفي بمثالين من هذا القبيل ...
لقد عارض الدهلوي حديث : « اني تارك فيكم الثقلين ... » بما رووه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في فضل عبد الله بن مسعود : « رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد ».
فمن نظر في هذا الحديث رآه مفيدا لرضي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما رضي به ابن مسعود على الإطلاق ... وبذلك ربما يمكن مقابلة حديث الثقلين به ... ولكن السيد رحمهالله رجع الى متن الحديث فوجده مقرونا بما يخرجه عن الإطلاق ويسقطه عن الصلاحية للمعارضة المذكورة.
فالحديث في مستدرك الحاكم بإسناده عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : « اقرأ. قال : اقرأ وعليك أنزل؟ قال : اني أحب أن أسمع من غيرى. قال : فافتتح سورة النساء حتى بلغ : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكف عبد الله. فقال له رسول الله