أمر للمعدوم من حيث هو لله معلوم فصح أن يؤمر فيكون وقال آخرون إنها خاصة في الموجودات من إماتة الأحياء وإحياء الموتى وما جرى مجرى ذلك الجواب الأول صحيح وما سواه معترض عليه وقال الطوسي إنه بمنزلة المثل ومعناه أن منزلة الفعل في السهولة وانتفاء التعذر كمنزلة ما يقال له كن فيكون كما يقال قال فلان برأسه كذا وقال بيده كذا إذا حرك رأسه وأومأ بيده ولم يقل شيئا في الحقيقة قال الشاعر :
امتلأ الحوض وقال قطني |
|
مهلا رويدا قد ملأت بطني |
وهذا وجه صحيح
فصل
قوله تعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) إن كان أراد كرسيا بعينه فهو كما قال تعالى ويجوز أن يكون مقدرته وسلطانه يقال فلان كريم الكرس أي الأصل قال الشاعر
تحف بها بيض الوجوه وعصبة |
|
كراسي بالأحداث حين تنوب |
ويقال وسع علمه السماوات والأرض والكراسي العلماء والكراسة جزء من العلم.
قوله سبحانه :
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) اختلف الناس في الروح أنه جسم أو عرض ولغة العرب تدل عليها قولهم كل ذي روح فحكمها كذا وقولهم فيمن مات خرجت منه الروح وهذه صورة لم تلجه الروح وقال البلخي هو الحياة التي تتهيأ بها المحل لوجود القدرة والعلم والاختيار واختاره الشيخ المفيد وقال أكثر المتكلمين إنه جسم رقيق هوائي متردد في مخارق الحيوان بها يتم كون الحي حيا واختاره المرتضى والطوسي يوضح ذلك قوله (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) والبلوغ فعل والفعل لا يتأتى من العرض وقال يوناني لجهم أخبرني عن معبودك هذا أرأيته قط قال لا قال فلمسته قال لا قال فشممته قال لا قال فذقته قال لا قال فسمعته قال لا قال فمن أين عرفته قال جهم فهل رأيت روحك أو شممته أو ذقته أو سمعته أو لمسته قال لا قال فكيف عرفت أن لك روحا