وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الشَّامِيُّ عَلَى الرِّضَا ع بِمَرْوَ وَسَأَلَ عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ ع لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِيضَ بَلْ أَمْرٌ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ فَقَالَ ع مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ فَعَلَ أَفْعَالَنَا ثُمَّ يُعَذِّبُنَا عَلَيْهَا فَقَدْ قَالَ بِالْجَبْرِ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ فَوَّضَ أَمْرَ الْخَلْقِ وَالرِّزْقِ إِلَى حُجَجِهِ فَقَدْ قَالَ بِالتَّفْوِيضِ وَالْقَائِلُ بِالْجَبْرِ كَافِرٌ وَالْقَائِلُ بِالتَّفْوِيضِ مُشْرِكٌ قَالَ فَمَا أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ فَقَالَ ع وُجُودُ السَّبِيلِ إِلَى إِتْيَانِ مَا نُهُوا عَنْهُ قَالَ فَهَلْ لِلَّهِ إِرَادَةٌ وَمَشِيَّةٌ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا الطَّاعَاتُ فَإِرَادَةُ اللهِ وَمِشْيَتُهُ فِيهَا الْأَمْرُ بِهَا وَالرِّضَا بِهَا وَالْمُعَاوَنَةُ عَلَيْهَا وَإِرَادَتُهُ وَمِشْيَتُهُ فِي الْمَعَاصِي النَّهْيُ عَنْهَا وَالسَّخَطُ لَهَا وَالْعُقُوبَةُ عَلَيْهَا وَالْخِذْلَانُ بِهَا قَالَ فَلِلَّهِ فِيهِ الْقَضَاءُ قَالَ نَعَمْ مَا مِنْ فِعْلٍ فَعَلَهُ الْعِبَادُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ إِلَّا وَلِلَّهِ فِيهِ الْقَضَاءُ قَالَ فَمَا مَعْنَى هَذَا الْقَضَاءِ قَالَ الْحُكْمُ عَلَيْهِمْ بِمَا يَسْتَحِقُّونَهُ عَلَى أَفْعَالِهِمْ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. الفقيه الأصفهاني :
أيكلف الذنب العظيم عباده |
|
وبه يعذبهم فذا ظلمان |
والله ليس بظالم لعباده |
|
وبذلك أنطق محكم القرآن |
قوله سبحانه :
(وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) وإذا لم يحب الظالم لم يحب فعل الظلم لأنه إنما لم يحب الظالم لظلمه والمحبة هي الإرادة
قوله سبحانه :
(وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) رد على المجبرة لأنه لو أراد ظلم بعضهم لبعض لكان قد أراد ظلمهم وكذلك لو أراد ظلم الإنسان لغيره لجاز أن يريد أن يظلمه هو لأنه لا يفعل ما لا يريد وقوله (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) نفي لإرادة ظلمهم على كل حال
قوله سبحانه :
(وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ) أي بظلم صغير يكون منهم مع أن أكثرهم المصلحون لأن القليل لا يعتد به في جنب الكثير وقيل إن المعنى بظلم منا كما قال (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) بيت جل إله الخلق من ظلم البشر.
قوله سبحانه :
(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ذكره بلفظ المبالغة في نفي الظلم عن