الأمة تطليقتان وعدّتها حيضتان ، ولانّ الغرض الأصلي في العدّة استبراء
الرّحم والحيض هو الّذي يستبرء به الرّحم دون الطّهر ، وكذا كان من الأمة
الاستبراء بالحيضة وحمل قوله (فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ) على انّ المراد مستقبلات لعدتهنّ كقولك : لقيته لثلاث
بقين من الشّهر يريد مستقبلا لثلاث [وعدّتهنّ الحيض الثّالث].
وفي الدّلالة
نظر امّا كون القرء بمعنى الحيض فلا ننكره وكونه بمعنى الطّهر في غير هذا الحديث
كثير لا يرتاب فيه ، لكنّ الكلام في انّه المراد من الآية ، مع أنّه يمكن أن يقال
: الآية دلّت على أنّها إذا اعتدت بثلاثة أشياء تسمّى أقراء خرجت من العهدة فيكون
متمكّنة من الاعتداد بالأطهار الّتي عدّتها أقلّ ومن الاعتداد بالحيضة الّتي
عدّتها أكثر ، وحينئذ فيكون القدر الزائد على عدّة الأطهار غير واجب.
وحديث تطليق
الأمة لا نسلّم صحّته ، ولانّه لا يقاوم ما رويتم عن مسلم و
__________________