قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    شبهات وردود حول القرآن الكريم

    شبهات وردود حول القرآن الكريم

    شبهات وردود حول القرآن الكريم

    تحمیل

    شبهات وردود حول القرآن الكريم

    67/607
    *

    إلهكم وإله موسى ، وأضلّهم عن الطريق.

    هكذا روى الطبري بأسانيده والسيوطي وغيرهما من أرباب النقل في التفسير (١) وزادوا في الطين بلّة أنّهم قالوا : إنّ موسى سأل ربّه فقال : يا ربّ ، من أخار العجل؟ فقال الله : أنا ، قال موسى : فمن أحياه؟ قال الله : أنا وأردت فتنتهم ، فقال موسى : يا ربّ ، فأنت إذن أظللتهم ، إن هي إلّا فتنتك. (٢) وهذا عند ما قال الله تعالى لموسى : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ). (٣)

    * * *

    قال أبو مسلم الأصفهاني : ليس في القرآن تصريح بهذا الّذي ذكره المفسّرون ، فهاهنا وجه آخر ، وهو : أن يكون المراد بالرسول هو موسى عليه‌السلام ، وبأثره سنّته ورسمه الّذي أمر به. فقد يقال : فلان يقفوا إثر فلان ويقبض أثره إذا كان يمتثل رسمه. والتقدير : أنّ موسى عليه‌السلام لمّا أقبل على السامريّ باللوم والسؤال عن الّذي دعاه إلى إضلال القوم قال السامرىّ (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) أي عرفت أن الّذي أنتم عليه ليس بحقّ ، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيّها الرسول ، أي شيئا من سنّتك ودينك ، فقذفته أي طرحته ... وإنّما أورد بلفظ الإخبار عن غائب ، كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له : ما يقول الأمير في كذا ، وبما ذا يأمر الأمير ... وأمّا دعاؤه موسى عليه‌السلام رسولا مع جحده وكفره فعلى مثل ما حكى الله عن المشركين : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)(٤) وإن كانوا لم يؤمنوا بإنزال الذكر عليه.

    والإمام الرازي رجّح هذا القول وأيّده بوجوه. قال : إنّ هذا القول الذي ذكره أبو مسلم ليس فيه إلّا مخالفة المفسّرين ، ولكنّه أقرب إلى التحقيق. (٥)

    وهكذا الشيخ المراغي ، قال : إنّ موسى لمّا أقبل على السامريّ باللوم والتعنيف والسؤال عن الأمر الّذي دعاه إلى إضلال القوم ردّ عليه بأنّه كان استنّ بسنّته ، واقتفى أثره

    __________________

    (١) راجع : جامع البيان ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ؛ والدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٥٩٢ ؛ وتفسير الصافي للكاشاني ، ج ١ ، ص ٩٢ ؛ وتفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٦٢ ؛ وتفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٦٤ ؛ وتفسير البيضاوي ، ج ٤ ، ص ٢٩.

    (٢) راجع : الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٥٩٢ ؛ وتفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٧٥.

    (٣) طه ٢٠ : ٨٥.

    (٤) الحجر ١٥ : ٦.

    (٥) التفسير الكبير ، ج ٢٢ ، ص ١١١.