فالعبادة ذات
تأثير جداً عظيم ، وفي الباطن ، والروح.
إذ الانتهاء عن
المحرّمات ، والمكروهات ، والتزام الواجبات والمستحبات ، الإخلاص فيها ذو أثر عظيم
، وعميق في تقوية الروح ، وتجهيزها بقدرة خاصة خارقة للقوانين والسنن بحيث تكون
الروح منشأ لآثار خارقة للعادة.
وهذا هو ما أشارت
إليه أحاديث صحاح منها : ما روي في الحديث القدسي عن قوله تعالى :
«ما تقرّب إليَّ
عبد بشيء أحبّ إليَّ مما افترضت عليه ، وانّه ليتقرب إليَّ بالنافلة حتى أحبّه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ،
ويده التي يبطش بها» .
فالحق : أنّ
السلطة الغيبية التي أعطاها سبحانه لخيار عباده ليتصرّفوا في الكون بإذنه ومشيئته
، ويخرقوا قوانين الطبيعة في مجالات خاصة لا تستلزم الاعتقاد بالألوهيّة ، ولا
يكون صاحبها نداً وشريكاً لله تعالى.
نعم ، الاعتقاد
بالسلطة الغيبية «المستقلة» من دون أن تكون مستنداً إليه سبحانه هو الموجب
للاعتقاد بالألوهيّة ، وقد قال سبحانه في هذا الصدد :
(وَما كانَ لِرَسُولٍ
أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (الرعد ـ ٣٨).
__________________