قال في شرح المواقف : «المقصد الثاني ، في شروط الإمامه : الجمهور علی أنّ أهل الإمامه ومستحقّها مَن هو مجتهد في الأُصول والفروع ، لیقوم بأُمور الدين متمكناً من إقامه الحجج ، وحلّ الشُبه في العقائد الدينیه ، مستقلّاً بالفتوی في النوازل والأحكام؟ الوقائع ، نصّاً واستنباطاً ، لأنّ أهم مقاصد الإمامه : حفظ العقائد ، وفصل الحكومات ، ورفع المخاصمات ، ولن يتمّ ذلك بدون هذا الشرط» (١).
فهل كان عليّ الواجد لهذا الشرط ، حتّی يكون أهلاً للإمامه والخلافه بعد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، أو غيره؟!
يقول السيّد ـ رحمه اللّٰه ـ :
«لا ريب في أنّ رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم قد أورث عليّاً من العلم والحكمه ، ما أورث الأنبياء أوصياءهم ، حتّی قال ...» واستشهد بالأحاديث من كتب أهل السُنّة :
١ و ٢ ـ حديث : أنا مدينه العلم وعليّ بابها ، وحديث : أنا دار الحكمه وعليّ بابها (٢).
وقد تقدَّم منّا مجمل الكلام علی هذين الحديثين ـ في المراجعه ٤٨ ـ وذكرنا هناك أسماء جماعه من الأئمّة والحفّاظ من أهل السُنّة ، الّذين أخرجوهما في كتبهم بأسانيدهم ، وأثبتنا صحّتها عندهم باعتراف غير واحد من الأعلام المشاهير منهم.
__________________
(١) شرح المواقف ٨ : ٣٤٩.
(٢) المراجعات : ١٩٦.