قائمة الکتاب
في دوران الأمر بين الأقلّ والأكثر / التنبيهات
١٨٩
إعدادات
فرائد الأصول [ ج ٤ ]
فرائد الأصول [ ج ٤ ]
تحمیل
.................................................................................................
______________________________________________________
المستحبّات. وأمّا كلمة «من» فالاستدلال بها مبنيّ على أخذها بمعنى التبعيض. وأمّا ما تحتمله بحسب المقام فوجوه :
أحدها : ما عرفت من معنى التبعيض. وعليه فكلمة «ما» إمّا موصولة أو موصوفة. والمجرور ب «من» إمّا حال من كلمة «ما» مقدّم عليها ، وهي مفعول لقوله «فأتوا». وإمّا هي بدل من المجرور ، والمفعول محذوف ، أي : فأتوا ما تيسّر في حال كونه بعضا من المأمور به ، وهو ما استطعتم.
الثاني : أن تكون زائدة. وعليه فكلمة «ما» ظرفيّة زمانيّة مصدريّة ، أي : فأتوا ما دام استطاعتكم وأما احتمال كونها بمعني الباء فلم يثبت ، لأنّ «أتى» بمعني فعل متعدّ بنفسه ، قال في القاموس : أتى الأمر فعله. اللهمّ إلّا أن يؤخذ الإيتان بمعني المجيء ، قال سبحانه : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ) فيكون كناية عن فعل الأمر المستطاع.
الثالث : أن تكون بيانيّة ، بأن كانت بيانا للفظ «ما». وهو إمّا موصولة أو موصوفة ، أي : ما استطعتم هو الشيء المأمور به.
وأمّا دعوى كونها ظرفيّة زمانيّة كما يظهر من المصنّف رحمهالله فلا محصّل لها. اللهمّ إلّا أن تكون كلمة «من» بيانا للمأتي به المقدّر ، ونجعل كلمة «ما» ظرفيّة ، زمانية نظير ما حكي عن ابن هشام في قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ) من دعوى كون «من» بيانا للمحلّى به. والرواية على ما عدا المعنى الأوّل لا تدلّ على المطلوب كما هو واضح ومع تعارض الاحتمالات تسقط عن درجة الاستدلال بها على المدّعى.
ثمّ إنّ محتملات الرواية كثيرة ، لأنّ الشرط فيها يحتمل الإهمال والعموم. وعلى التقديرين : فلفظ الأمر يحتمل الوجوب ، وما هو أعمّ منه ومن الاستحباب. وعلى التقادير : فلفظ «شيء» يحتمل الأقسام الأربعة المتقدّمة في الحاشية السابقة. وعلى التقادير : فكلمة «من» تحتمل المعاني الثلاثة المتقدّمة. وعلى التقادير : فكلمة