بالطاعة ، فقلت : يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلّا ما وصفت؟ قال : نعم» (١٠) ، وهي صريحة في المدّعى. وفي رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «جعلت فداك ، أخبرني عن الدين الذي افترضه الله تعالى على العباد ما لا يسعهم جهله ولا يقبل منهم غيره ، ما هو؟ فقال : أعد عليّ فأعاد عليه ، فقال : شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ، وصوم شهر رمضان ـ ثمّ سكت قليلا ، ثمّ قال ـ : والولاية ، مرّتين ـ ثمّ قال ـ : هذا الذي فرض الله عزوجل على العباد ، لا يسأل الربّ العباد يوم القيامة ، فيقول : إلّا زدتني على ما افترضت عليك ، ولكن من زاد زاده الله ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سنّ سنّة حسنة ينبغي للناس الأخذ بها» (١١).
ونحوها رواية عيسى بن السريّ : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : حدّثني عمّا بنيت عليه دعائم الإسلام التي إذا أخذت بها زكى عملي ولم يضرّني جهل ما جهلت بعده؟ فقال : شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله والاقرار بما جاء من عند الله ، وحقّ في الأموال الزكاة ، والولاية التي أمر الله بها ولاية آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، وقال الله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، فكان عليّ ، ثمّ صار من بعده الحسن ، ثمّ من بعده الحسين ، ثمّ من بعده عليّ ابن الحسين ، ثمّ من بعده محمّد بن عليّ ، ثمّ هكذا يكون الأمر ، إنّ الأرض لا تصلح إلّا بإمام ... الحديث» (١٢). وفي صحيحة أبي اليسع : «قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها التي من قصّر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل عمله ولم يضق به ممّا هو فيه لجهل شيء من الامور جهله؟ فقال : شهادة أن لا إله إلّا الله والإيمان بأنّ محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحقّ في الأموال الزكاة ، والولاية التي أمر الله عزوجل بها ولاية آل محمّد صلىاللهعليهوآله». (١٣) وفي رواية إسماعيل : «قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله ، فقال : الدين واسع ، وإنّ الخوارج ضيّقوا على أنفسهم بجهلهم ، فقلت : جعلت فداك أما احدّثك بديني الذي