الانسان ومن طبيعة
الانسان. (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ
خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) .
في نفس الوقت
يعتبر الزواج من السنن التشريعية فيقول الرسول الأكرم (ص) : «الزواج سنّتي فمن رغب
عن سنّتي فليس منّي» .
وقال تعالى : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ
لَهُنَ) .
وقال (ص) : «من جاءكم ترضون دينه
وخلقه فزوّجوه الّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» . وهو بذلك يضع لنا مقومات الحياة الزوجية السعيدة ،
ويوضحها لنا حتى نسير عليها.
والزواج مبادلة
روح بروح : (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ
مِيثاقاً غَلِيظاً) .
حدّد الله سبحانه
عقد الزواج بألفاظ ذكرها في كتابه العزيز ، أوجب الوقوف عندها ، والتعهد بها تماما
كألفاظ العبادة ، وأضفى على عقد الزواج من القداسة ما أبعده عن كل العقود ، كعقد
البيع والاجارة ، وما إليها ، لأن البيع مبادلة مال بمال ، أما الزواج فمبادلة روح
بروح ، وعقده عقد رحمة ومودة ، لا عقد تمليك للجسم بدلا عن المال.
وقال الفقهاء : «إنّ
عقد الزواج أقرب إلى العبادات منه إلى عقود المعاملات والمعاوضات ، ومن أجل هذا
يجرونه على اسم الله ، وكتاب الله ، وسنة رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ...».
وإذا تنبهنا إلى
أن كلمة ميثاق لم ترد في القرآن الكريم إلّا تعبيرا عما بين الله وعباده من موجبات
التوحيد ، والتزام الأحكام ، وعما بين الدولة من الشؤون العامة
__________________