[تعالى] :(يَوْمَ
يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ).
فبعضها يدلّ على أنّ المعاد للأبدان ، وبعضها يدلّ على أنّه للأرواح. والحقّ أنّه لكليهما
، والمعاد في يوم المعاد هذا الشخص بعينه نفسا وبدنا
، وأنّ تبدّل خصوصيّات البدن من المقدار والوضع وغيرهما لا يقدح في بقاء شخصيّة البدن
؛ فإنّ تشخّص كلّ بدن إنّما هو ببقاء نفسه مع مادّة ما
وإن تبدّلت خصوصيّات المادّة ، حتّى أنّك لو رأيت إنسانا في وقت سابق ثمّ تراه بعد
مدّة كثيرة وقد تبدّلت
أحكام جسمه
، أمنك «٦» أن لا
تحكم عليه بأنّه ذلك الإنسان؟
فلا عبرة بتبدّل المادّة البدنيّة بعد انحفاظ
الصورة النفسانية ، فكثير من لوازم هذه الأبدان مسلوب عن الأبدان الأخرويّة ؛ فإنّ
البدن الأخروي
كظلّ لازم للروح أو كعكس يرى في مرآة ، كما أنّ الروح في هذا البدن كضوء
واقع على جدار. فتأمّل في هذا المقال
ليظهر لك جليّة
الحال!
__________________