توضيح
|
إن أردت تحقيق كلماته ، فاعلم أنّ بين البارئ ـ جلّ مجده ـ وبين العالم وسائط نوريّة ، وأسباب أفعاله هي فوق الخلق ودون الخالق ، وهم الحجب
الإلهيّة والسرادق النوريّة والأضواء القيّوميّة ، كأضواء هذه الشمس المحسوسة ، كأنّها
برزخ بين الذات النّيرة وبين الأشياء المستنيرة. وتلك الوسائط قد يعبّر عنها ب «كلمات
اللّه» وب «[ال] كلمات
التامّات» ، التي لا يجاوزهنّ برّ
ولا فاجر من شرّ كلّ شيطان مريد ؛ وهي من «عالم
الأمر» ، وهو خير كلّه لا شرّ فيه. ولذلك وقع الاستعاذة من الشرور بكلمات اللّه ،
وكلّ ما في عالم الخلق مملوّ بالشرور والنقائص والآفات.
|
وأشار بتوسّط الكلمات
للإفاضة بقوله :(لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً).
ف الكلمات إشارة
إلى ذوات نوريّة ، بها يصل فيض الوجود إلى الأجسام والجسمانيّات. والبحر إشارة إلى
هيولى الأجسام ، التي شأنها القبول والتجدّد ؛
__________________