أنّ وجوده ـ تعالى ـ حقيقة الوجود فيكون كلّ الوجود (١) وكلّه الوجود ، فكذلك جميع صفاته الكمالية من ذاته ؛ فعلمه حقيقة العلم ، وقدرته حقيقة القدرة. وما هذا شأنه يستحيل فيه التعدّد ؛ فعلمه علم بكلّ شيء ، وقدرته قدرة على كلّ (٢) شيء ، وإرادته إرادة بكلّ شيء :(وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٣) ،(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٤). ما شاء اللّه كان ، وما لم يشأ لم يكن.
فعلمه قدرته ، وقدرته علمه ، وإرادته (٥) كلاهما ؛ فلا تغاير بين الصفات إلّا في المفهوم. ونعم ما قال بهمنيار في التحصيل : «واجب الوجود كلّه علم ، كلّه قدرة ، كلّه إرادة.» (٦)
وقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «كمال التوحيد نفي الصفات عنه» (٧) ،
__________________
(١) آس (هامش) : كل ما هو حقيقة الشيء لا يشوبه غير ذلك الشيء ، وإلّا لما كان حقيقة ذلك الشيء ، وهو ظاهر ؛ فما هو حقيقة الوجود لا يشوبه غير الوجود ، فيكون كل الوجود وكله الوجود. وهكذا في جميع الصفات : فكل ما كان حقيقة العلم لا يشوبه غير العلم ، فهو كل العلم وكله العلم ؛ وكذا الكلام في القدرة والحياة والإرادة وساير الصفات الكمالية. واللّه ـ تعالى ـ حقيقة الحقائق ، فلا يعزب عن حقيقته حقيقة من الحقائق. وما هذا شأنه يستحيل التعدّد فيه ؛ إذ لو كان له شريك في الوجود أو في شيء من كمالات الوجود ، لكان فاقد النحو من الوجود أو كمال الوجود ، فلم يكن ما فرض حقيقة الوجود. حقيقة الوجود ، بسيط الحقيقة كل الأشياء ولكن بوجه أعلى. فتدبّر! (لأستاذنا حسن النوري ـ مد ظله العالي ـ نقل من خطه.)
(٢) دا ، لك ، مش ١ ، آس ، چ : بكلّ.
(٣) سورهء انفال ، آيهء ٤١ ؛ سورهء بقره ، ٢٨٤ ؛ سورهء آل عمران ، آيات ٢٩ و ١٨٦ ؛ سورهء مائدة ، آيات ١٧ و ١٩ و ٤٠ ؛ سورهء توبه ، آيهء ٣٩ ؛ سورهء حشر ، آيهء ٦.
(٤) سورهء بقره ، آيهء ٢٥٥ ؛ سورهء نساء ، آيهء ١٧١ ؛ سورهء يونس ، آيهء ٦٨ ؛ سورهء إبراهيم ، آيهء ٢ ؛ سورهء طه ، آيهء ٦ ؛ سورهء حج ، آيهء ٦٤.
(٥) دا : + و.
(٦) بهمنيار ، التحصيل ، ط دانشگاه ، ص ٥٧٩. گويا نقل مضمون است. عين عبارت بهمنيار اختلاف دارد.
(٧) نهج البلاغة ، خطبة ١ : «كمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ...» / مش ٢ ، دا ، لك ، مش ١ ، آس ، چ : ـ عنه.