وعليّ بابها» .
وذاته المقدّسة
بالقياس إلى سائر الأولياء والعلماء بالولادة المعنويّة ، كذات آدم أبي البشر في الولادة
الصوريّة ؛ ولهذا ورد عن النبيّ ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «يا علي! أنا وأنت
أبوا هذه الأمّة» .
قال صاحب الفتوحات
المكيّة :
إنّ شجرة طوبى لجميع
شجرات الجنان كآدم ، لما ظهر منه من البنين ؛ فإنّ اللّه لمّا غرسها وسوّاها ، نفخ فيها من روحه ، ولمّا تولّى الحقّ
غرس شجرة طوبى بيده ونفخ فيها من روحه ، زيّنها بثمرة الحليّ والحلل اللذين فيها زينة
للابسها ؛ فنحن أرضها كما جعل «ما على الأرض زينة لها» ، وأعطت في ثمرة الجنّة كلّها
من حقيقتها عين ما هي عليه ، كما أعطت النواة النخلة ، وما يحمله النور الذي في ثمرها.
(انتهى.)
فظهر منه أنّ شجرة
طوبى يراد بها أصول المعارف والأخلاق ليكون زينة النفوس القابلة ، كما أنّ ما على الأرض
زينة لها ؛ وذلك لانّ أرض تلك الشجرة إذا كانت نفوسا ، فحللها لا بدّ أن تكون من قبيل
زينة العلوم والمعارف ومحاسن الأخلاق والملكات.
__________________