فى حرف عبد الله كذلك يطبع الله على قلب كلّ متكبّر جبّار به فهذا شاهد لمن أضاف.
قال الفرّاء : وسمعت بعض النّحويّين يقول : إنّ فلانا يرجّل شعره يوم كلّ جمعة فقدم وأخر. والجبّار فى اللّغة (١) : الذى يقتل على الغضب له.
فإن سأل سائل فقال : إنّ صفات الله تعالى / نحو : عليم ، وكبير ، وجبّار ، محمودة فلم صار هذا مذموما؟
فقل : إنّ جبّارا فى صفة الله هو الذى أجبر عباده على ما أراد وأحيا وأمات ، وهى صفة لا تليق إلا بالله. وكذلك الكبر رداء الله فإذا جاء المخلوق ليتشبه بمن لا يشبهه شىء وارتكب ما ليس له ونازع الله جلّ جلاله رداءه ، وكان مذموما له.
فإن قال قائل : فإن (أفعل) لا يكون منه (فعّال)؟
فقل : قال ثعلب : عن سلمة عن الفرّاء قال : قد وجدت فعّالا من أفعل حرفين أدرك فهو درّاك ، وأجبر فهو جبّار ولا ثالث لهما ، يقال : أجبرته على كذا ، أى : قهرته ، وجبرت العظم والفقير فهما مجبوران ، والله جابر كلّ كسر ، وجبر وجبّار من أجبر.
قال ابن خالويه : وقد وجدت حرفا ثالثا أسأر الشّراب فى القدح فهو سأر ، وقال الأخطل (٢) :
__________________
(١) اللسان (جبر).
(٢) شرح شعر الأخطل : ١ / ١٦٨ من قصيدة يمدح بها يزيد بن معاوية أولها :
تغيّر الرّسم من سلمى بأحفار |
|
وأقفرت من سليمى دمنة الدّار |
والبيت مع أبيات فى وصف الخمر صدره :
وشارب مربح بالكأس نادمنى |
|
لا بالحصور ولا عنها بسوّار ـ |