ومن السّورة التى يذكر فيها
(إبراهيم) صلىاللهعليهوسلم
١ ـ قوله تعالى : (صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ) [١ ، ٢].
قرأ نافع وابن عامر بالرّفع على الابتداء والاستئناف ؛ لأنّ الذى قبلها رأس آية. ـ وسميت الآية آية لأنّها قطعة منفصلة من الأخرى ـ.
وقرأ الباقون جرّا ؛ لأنّه بدل من الحميد ونعت له ، فالحذّاق من النّحويين لا يسمونه نعتا ؛ لأنّ النّعت فى الكلام إنّما هو حلية كقوله : مررت بزيد الظّريف ، فإن قلت : مررت بالظّريف زيد كان بدلا ولم يكن نعتا ، وكان بعض النحويين يذهب إلى قراءة من قرأه بالخفض إذا وقف على الحميد أن يبتدى الله بالرّفع ، ويحكى ذلك عن نصير (١) صاحب الكسائىّ ، وقال : الابتداء بالخفض قبيح ، وذلك غلط منه ؛ لأنّ الوقف والابتداء لا يوجب تغيير إعراب إذ لو كان كما زعم لوجب على من وقف على : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أن يبتدىء الرّحمنُ الرّحيمُ وهذا واضح جدّا.
٢ ـ وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) [١٩].
قرأ حمزة والكسائىّ خالق / السّموات والأرض على فاعل إضافة إلى
__________________
(١) نصير بن يوسف بن أبى نصر ، أبو المنذر الرّازى ثم البغداديّ النّحوى. قال ابن الجزرى : أستاذ كامل ثقة ، أخذ القراءة عرضا عن الكسائى ، وهو من جلّة أصحابه وعلمائهم مات فى حدود الأربعين ومائتين. (غاية النهاية : ٢ / ٣٤٠).