وقرأ الباقون موهنٌ كيدَ الكفرين بإسكان الواو وتخفيف الهاء من أوهن يوهن فهو موهن مثل أيقن يوقن فهو موقن ، وهما لغتان وهّن وأوهن ، غير أن وهّن أبلغ مثل كرّم وأكرم ، وكلّهم ينوّن ، وينصبون الكيد إلا حفصا عن عاصم فإنه أضاف ولم ينوّن فقرأ : (مُوهِنُ كَيْدِ) ومثله فى التنزيل : (بالِغُ أَمْرِهِ)(١) وبالغٌ أمرَه وسأذكر جميع ما ينوّن وما لا ينوّن فى غير هذا الموضع إن شاء الله ، وقد ذكرته فى (التّوبة) عند قوله : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) غير أنّ من نوّن أراد الحال والاستقبال كقولك : الأمير خارج الآن وغدا ، ومن لم ينوّن جاز أن يريد الماضى والاستقبال كليهما ومن أراد الماضى كان الاسم الفاعل معرفة ، ومن أراد الاستقبال كان اسم الفاعل نكرة وإن كان مضافا إلى معرفة / لأنّك تريد بالمتصل المنفصل ، قال الله تعالى : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ)(٢) و (عارِضٌ مُمْطِرُنا)(٣).
٤ ـ وقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) [١٩].
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم (وَأَنَّ اللهَ) بالفتح.
وقرأ الباقون وإنّ الله بالكسر. فحجة من كسر قراءة عبد الله (٤) والله مع المؤمنين فهذا يدل على الابتداء و «إنّ» إذا كانت مبتدأة كانت مكسورة. ومن فتح أراد : ولو كثرت ولأنّ الله مع المؤمنين ، فلمّا حذفت اللام جعلت «أن» فى محلّ النّصب.
__________________
(١) سورة الطلاق : آية ٣.
(٢) سورة المائدة : آية ٩٥.
(٣) سورة الأحقاف : آية ٢٤.
(٤) قراءة عبد الله فى البحر المحيط : ٤ / ٤٧٩.