لكليهما ، فرفض الإمام عليهالسلام وقال : أنت كلّم النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك ، فإن قبل فإنّي شريك معك في الأرض ، فجاء عثمان إلى النبي صلىاللهعليهوآله وطلب أرضا منه فأعطاه ، فطالبه الإمام عليهالسلام بما اتّفقا عليه ، فرفض عثمان الاتّفاقية ، فطلب الإمام عليهالسلام منه أن يترافعا عند النبي صلىاللهعليهوآله ، فرفض عثمان ، وقال : إنّه سيعطي الحقّ لابن عمّه ، فنزلت فيه الآية ٤٩ من سورة النور : (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ.)
ولنفس السبب نزلت فيه الآية ٥٠ من نفس السورة : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.)
فلمّا سمع بتلك الآيتين رضي بمشاركة الإمام عليهالسلام له في الأرض.
وكذلك جرى نزاع بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام على أرض ، فطلب منه الإمام عليهالسلام رفع القضيّة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليقضي بينهما ، فرفض المترجم له قائلا : هو ابن عمّك ويحكم لصالحك ، فنزلت فيه الآية ٥١ من السورة نفسها : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ....)
ونزلت فيه الآية ٥٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ.)
ويقال : شملته الآية ٢٩ من سورة الفتح : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ....)
في واقعة الخندق كان المسلمون منهمكين في حفر الخندق ، فطلبوا منه أن يشترك معهم في الحفر ، فقال وعلامات الانزعاج والتأثّر بادية على وجهه : إتيان النبي صلىاللهعليهوآله بالإسلام لم يكفه ، بل يتعبنا بحفر الخندق وغيره من المتاعب ، فنزلت فيه الآية ١٧ من سورة الحجرات : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)
ويقال في سبب نزول الآية المذكورة سابقا هو : إنّ عثمان مرّ على عمّار بن ياسر وهو منهمك مع المسلمين في حفر الخندق ، فوضع عثمان كمّه على أنفه ؛ ليتّقي الغبار المتصاعد من حفر الخندق ، فقال عمّار : لا يستوي من يبني المساجد فيصلّي فيها راكعا