على سرية ، فكان أوّل أمير أمّره النبي صلىاللهعليهوآله ، فقتل من قريش جماعة وغنم أموالا ، فكانت أوّل غنيمة غنمها المسلمون.
وبعد تلك الحادثة قالت قريش : قد استحلّ محمد صلىاللهعليهوآله وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا الرجال ، فقال المترجم له أبياتا من الشعر ردّ فيها على مزاعمهم ، وهي :
تعدون قتلا في الحرام عظيمة |
|
وأعظم منه لو يرى الرشد راشد |
صدودكم عمّا يقول محمد |
|
وكفر به والله راء وشاهد |
وإخراجكم من مسجد الله أهله |
|
لئلا يرى لله في البيت ساجد |
آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين عاصم بن ثابت بن قيس.
في السنة الثالثة من الهجرة اشترك في معركة أحد وحارب محاربة الأبطال ، ثم استشهد على يد أبي الحكم بن الأخنس الثقفي ، وعمره يومئذ نيّف وأربعون سنة.
القرآن الكريم وعبد الله بن جحش
شملته الآية ٢١٧ من سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)
والآية ٢١٨ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ ....)
والآية ١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ ....)
والآية ٩٥ من سورة النساء : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٥٥ و ٢٦٤ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٦١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٧٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٣١ و ١٣٢ ؛