ق ، ١٩٨ ، ١٠)
ـ قال أبو منصور رحمهالله : القول في أسماء الله عزوجل عندنا / على أقسام في مفهوم اللغة : قسم منها يرجع إلى
تسميتنا له بها ، وهنّ أغيار ؛ لأنّ قولنا عليم غير قولنا قدير ، وعلى هذا المروي
إنّ لله تعالى كذا وكذا اسما ، وذلك نحو ما ذكر من خلق كذا وكذا رحمة ، لا أنّه
كان رحيما بتلك الرحمة المخلوقة ؛ إذ لا يحتمل أن يكون في أول خلقه غير رحيم ، أو
كان كذلك غير رحيم حتى خلق تلك الرحمة وجعل واحدة بين خلقه ، ولكن بما كانت برحمته
سمّيت به ، وكذلك اسم الجنة والمطر ونحوه ، وعلى ذلك قيل في العبارات : هي أمره ،
وإنّما كانت به ، لا أنّها هو ، ومثله يتكلم بعلمه وقدرته على إرادة معلومه
ومقدوره ؛ إذ ذلك سببه ، فمثله الأول ، ولا قوة إلا بالله.
والثاني يرجع
معناه إلى ذاته مما عجز الخلق عن الوقوف على مراد ذاته إلّا به ، وإن كان يتعالى
عن الحروف التي بها يفهم ، وذلك أيضا يختلف باختلاف الألسن على إرادة حقيقة ذاته
به ، وذلك نحو الواحد ، الله ، الرحمن ، الموجود ، والقديم ، والمعبود ، ونحو ذلك.
والثالث يرجع إلى الاشتقاق عن الصفات من نحو العالم القادر ، مما لو كانت في
التحقيق غيره لاحتمل التبديل ، ولصارت التسمية على غير تحقيق المعنى المفهوم ،
ولجازت تسميته بكل ما يسمّى غيره إذا لم يرد تحقيق المفهوم من معناه (م ، ح ، ٦٥ ،
٨)
ـ إنّ لله أسماء
ذاتيّة يسمّى بها نحو قوله الرحمن ، وصفات ذاتيّة بها يوصف نحو العلم بالأشياء
والقدرة عليها ، لكنّ الوصف له منّا ، والاسم إنّما هو بما يحتمله وسعنا وتبلغه
عبارتنا بالضرورة ... فيدلّك أنّ الأسماء التي نسمّيه بها عبارات عمّا يقرّب إلى
الأفهام ، لا أنّها في الحقيقة أسماؤه. ولما تأخذ القلوب منها معاني يتعالى عنها
قرن بالتسمية حرف نفي ، فجعل التوحيد إثبات ذات في ضمن نفي ، ونفيا في ضمن إثبات
على ما فسرت ، وبالله التوفيق (م ، ح ، ٩٣ ، ١٩)
ـ زعم البصريون من
القدرية أنّ أسماء الله تعالى مأخوذة من الاصطلاح والقياس. وأجمع وقال أهل السنّة
إنّها مأخوذة من التوقيف ، وقالوا لا يجوز إطلاق اسم على الله من وجهة القياس ،
وإنّما يطلق من أسمائه ما ورد به الشرع في الكتاب والسنّة الصحيحة أو أجمعت الأمة
عليه (ب ، أ ، ١١٦ ، ١)
ـ أسماء الله
تعالى على ثلاثة أقسام : قسم منها يستحقّه لذاته كوصفه بأنّه شيء وموجود وذات وغنى
ونحو ذلك. وقسم منها يستحقّه لمعنى قام به كالحيّ والعالم والقادر والمريد
والمتكلّم والسميع والبصير. وقسم منها يستحقّه لفعل من أفعاله كالخالق والغافر
ونحو ذلك (ب ، أ ، ١٢١ ، ١٥)
ـ إنّ أسماءه (الله)
نوعان : أحدهما لازم لا يتعدّاه والإشارة فيه إلى ذاته كالشيء والحيّ. والثاني
يتعدّى كالعالم والقادر والمريد والسميع والبصير ، لأنّه يتعدّى إلى معلوم ومقدور
ومراد ومسموع ومرئي. وأسماؤه أيضا نوعان : أحدهما مخصوص به كالإله والخالق والرازق
والمحيي والمميت ونحو ذلك. والثاني ما يجوز تسمية غيره به كالحيّ والعالم ونحوه.
وأسماؤه نوعان أحدهما مطلق كالحيّ والعالم والقادر ونحوه. والثاني لا يطلق إلّا مع
الإضافة كذي الجلال والإكرام