جملة هذه النسب مع أنّه لا نسبة سواها نسبة لا يحيلها العقل ولا ينبو عنها اللفظ ، فليعلم أنّها المراد أمّا كونه مكانا أو محلّا كما كان للجوهر والعرض فاللفظ يصلح له ؛ ولكن العقل يحيله كما سبق. وأمّا كونه معلوما ومرادا فالعقل لا يحيله ولكنّ اللفظ لا يصلح له. وأمّا كونه مقدورا عليه وواقعا في قبضة القدرة ومسخّرا له مع كونه أعظم المخلوقات ويصلح الاستيلاء عليه لأن يتمدّح به وينبّهه به على غيره الذي هو دونه في العظم. فهذا مما لا يحيله العقل ويصلح له اللفظ. فاخلق بأن يكون هو المراد قطعا (غ ، ق ، ٥٥ ، ٨)
ـ الاستواء : الاعتدال والاستقامة ، يقال استوى العود وغيره : إذا قام واعتدل ، ثم قيل استوى إليه كالسهم المرسل : إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوى على شيء ، ومنه استعير قوله (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) (البقرة : ٢٩) أي قصد إليها بإرادته ومشيئته بعد خلق ما في الأرض من غير أن يريد فيما بين ذلك خلق شيء آخر (ز ، ك ١ ، ٢٧٠ ، ١٦)
ـ أما آية" الاستواء" فإنّه يحتمل أن يكون المراد التسخير ، والوقوع في قبضة القدرة ، ولهذا تقول العرب : استوى الأمير على مملكته ، عند دخول العباد تحت طوعه في مراداته ، وتسخيرهم في مأموراته ومنهيّاته (م ، غ ، ١٤١ ، ١١)
استوى
ـ قالت المعتزلة إنّ الله استوى على عرشه بمعنى استولى (ش ، ق ، ٢١١ ، ١٤)
ـ اختلفوا في تأويل قوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (طه : ٥) ، فزعمت المعتزلة أنّه بمعنى استولى كقول الشاعر : قد استوى بشر على العراق أي استولى (ب ، أ ، ١١٢ ، ٨)
ـ استوى فلان على العرش يريدون ملك وإن لم يقعد على السرير البتّة ، وقالوه أيضا لشهرته في ذلك المعنى ومساواته ملك في مؤداه وإن كان أشرح وأبسط وأدلّ على صورة الأمر (ز ، ك ٢ ، ٥٣٠ ، ٧)
ـ (فَاسْتَوى) (النجم : ٦) فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثّل بها كلّما هبط بالوحي ، وكان ينزل في صورة دحية ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبّ أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له في الأفق الأعلى ، وهو أفق الشمس فملأ الأفق. وقيل ما رآه أحد من الأنبياء في صورته الحقيقية غير محمد صلىاللهعليهوسلم مرّتين ، مرّة في الأرض ومرّة في السماء (ز ، ك ٤ ، ٢٨ ، ١٧)
استيلاء
ـ إنّ مرادنا بالاستيلاء القدرة التامة الخالية عن المنازع والمعارض والمدافع (ف ، س ، ١٩٢ ، ١٤)
إسلام
ـ إن الإسلام أوسع من الإيمان ، وليس كل إسلام إيمان (ش ، ب ، ٢٢ ، ١٠)
ـ قيل : الإسلام هو الخضوع. وقيل : الإسلام هو الإخلاص بالأفعال ، وهو أن يسلم نفسه لله ، أو يسلم دينه ، لا يشركه فيه (م ، ت ، ٢٥٨ ، ١٢)
ـ تكلم الناس في الإسلام أنّه اسم الإيمان في التحقيق أو غيره. فأمّا من يقول بأنّ الإيمان