اقتنص ، واختطف واختلس ، وارتصد فاجتنى ، والتقط فاقتنى ، واستقمش واحتاز ، واستطرف ففاز ؛ أخذ قسطا وافرا واستجمع قسما صالحا في فنون العلوم الدّينيّة وأفانين المعارف الإيمانيّة ، أصولها وفروعها وكليّاتها وجزئيّاتها ، عقليّاتها وسمعيّاتها ، نقليّاتها وشرعيّاتها.
ولقد استجاز منّي في النقل والرّواية عنّي ، واقترح وألحّ ، والتمس وتلمّس ، فاستخرت الله تعالى ، وأجزت له أن ينقل عنّي أقوالي في الأحكام ، وفتاواي في الحلال والحرام ، وأن يعمل بها وأن يأذن للمكلّفين في العمل بها ، وأن يروي مصنّفاتى العقليّة والسّمعيّة ، ومصنّفات جدّي المحقق الإمام ، ومعلّقات خالي المدقق المقدام ؛
وأبحت له أن يروي عنّي ما تجوز لي روايته ، من أحاديث سيّدنا رسول الله وأحاديث سادتنا المعصومين وأئمّتنا الطّاهرين ، صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين.
فما في أصول أصحابنا وكتبهم ، أعلى الله مقامهم في دار المقام ، وحفّ أرواحهم بالتّقديس والإكرام ، ولا سيّما الأصول الأربعة ، لأبي جعفرين الثّلاثة ، رضوان الله تعالى عليهم ، التي هي المعوّل عليها ، المحفوفة بالاعتبار ، وعليها تدور رحى دين الإسلام ، في هذه الأدوار والأعصار ، وهي الكافي والفقيه والتّهذيب والاستبصار ؛ وما قد علّقت عليها من الحواشي والشّروح والتّعليقات والتّحقيقات ، الّتي ما بدت بما يضاهيها الأزمنة والعصور ، ولا أتت بما يدانيها القرون والدّهور ، فليرو ذلك كلّه لمن شاء كما شاء ، ولمن أحبّ كما أحبّ ، بطرقي المعتبرة المصحّحة المشروحة المفصّلة في الإجازات المبسوطة المطوّلة ، إذا وضحت عليه وصحّت لديه.
وليكن مرتادا محتاطا متبصّرا ، متثبّتا متيقّظا ، مستثبتا مستحيطا ، مراعيا لي وله طريق الاحتياط وسبيل الاستحاطة ، محافظا على مراعاة الشّرائط المقرّرة عند أصحاب الرّواية ولدى أرباب الدّراية ، غير ناس إيّاي عن صالح الدّعاء ، في مظان الإجابة ومآنّ الاستجابة.
وكتب بيمناه الوازرة الدّاثرة الجانية الفانية أفقر المربوبين إلى ربّه الحميد الغنىّ ، محمّد بن محمّد ، يدعى باقر الدّاماد الحسينىّ ، في عام ١٠٣٨ ، من الهجرة المقدّسة المباركة النّبويّة ، حامدا مصلّيا مسلّما مستغفرا.
(٩)