على سطح مستو حتى يعود إلى وضعها على خطّ مستقيم فيه ؛ إنّما يمنع دفعة في آن لا على سبيل التدريج في زمان. وكذلك انطباق النّقطة على الخطّ في الزّمان غير ممتنع. كما إذا كان مخروط ينطبق برأسه على نقطة من طرف سطح ، فأمررته عليه.
فالكرة إنّما تماسّ السّطح المستوي والخطّ بالنقطة لا غير في حال الثبات والسّكون. فاذا تحركت (٢٨٦ ب) ماسّت بالخطّ في زمان الحركة ولم تكن في زمان الحركة مماسّة على النّقطة إلّا في الوهم (١) ، إذ لم يكن البتة وقت بالفعل تماسّ فيه بالنّقطة من دون تعمّل الوهم، لأنّ ذلك لا يتوهّم إلّا مع توهّم الآن ، والآن لا وجود له بالفعل البتة. والمسلّم هو أنّ الكرة لا تلقى السّطح في آن واحد إلّا بنقطة ، وليس يلزم من ذلك أن تنتقل الحركة من نقطة إلى نقطة مجاورة لها ومن آن إلى آن مجاور له.
فالتّشافع بين النّقط وبين الآنات ممتنع ، والملاقاة بالنّقطة تزول في جميع زمان الحركة (٢٨٧ ظ) كذلك أمر المخروط المدود برأسه على خط.
وأمّا ما تشبّث به مثير فتنة التّشكيك في «الملخّص» و «المباحث المشرقيّة» ، من: «أنّه إذا فرضت كرة متلاقية للسطح على نقطة ، ثمّ زالت الملاقاة عن تلك النّقطة فقد حدث أمران ، زوال الملاقاة وحصول اللّاملاقاة. فأمّا زوال الملاقاة فهو حركة ، فلا جرم ليس له بداية يكون هو فيها حاصلا. وأمّا حصول اللّاملاقاة ، فهو من جملة ما يحصل في الآن ، ويستمرّ في جميع الزّمان الذي بعده ، فاللّاملاقاة هى بداية هى حاصلة فيها.»
«فالآن الّذي (٢٨٧ ب) حصلت فيه اللّاملاقاة : إمّا أن يكون هو الآن الّذي كانت فيه الملاقاة أو غيره. والأوّل باطل وإلّا اجتمعت الملاقاة واللّاملاقاة بالنّقطة الواحدة في الآن الواحد. وعلى الثّاني ، فإمّا أن يكون بين آن الملاقاة وآن اللّاملاقاة زمان أو لا
__________________
(١) ـ وأمّا ما ذكره بعض المشهورين بالتحقيق في «شرح المواقف» لدفع الشّكيك ، حيث قال : «المماسّة على النقطة الأولى وإن كانت حاصلة في آن ، لكنّها باقية في زمان حركة الدحرجة المؤدّية إلى المماسّة على النقطة الأخرى ، ففى آن حصول هذه المماسة الثانية تزول المماسّة الأولى وهكذا مماسّة على نقطة تحصل في آن وتبقى زمانا. ولا ينافي ذلك استمرار حركة الكرة ، كما يظهر ذلك بالتخيّل الصادق لحركة الدحرجة ، فلا يلزم تتالى النقطة والآنات ، فلا يكاد يتكلّفه من له قوّة النظر التامّ وبضاعة التحصيل البالغ ، كما يظهر ممّا حصّلناه في أصل الكتاب مفصّلا ، بل الحقّ على خلاف ما ارتكبه ، فإنّ كلّ مماسّة على نقطة إنّما تحصل في آن وتزول في زمان هو بعد ذلك الآن ولا يلزم تتالى النقط والآنات. منه ، رحمهالله.